كتب: عيسى البكوش
لقد أصدر الشاعر الصديق عبد السلام لصيلع سنة 2009 ديوانا يحمل عنوان “غزة لن تموت” ولقد كتب مقدمة هذا الأثر الشاعر الفلسطيني صاحب رائعة فيروز “سنرجع يوما إلى حيّنا ” هارون هاشم رشيد (1927-2020) والذي كنا قد استضفناه في أريانة بمناسبة عيد الورد سنة 2002 وقد شغل في تونس خطة مندوب دولة فلسطين في الجامعة العربية…
أسطورة صمود غزة
يقول الرشيد : ” جاء الديوان ليرصد ويروّج لأروع أسطورة في التاريخ العربي بل والتاريخ الإنساني “أسطورة صمود غزة” طبعا وهو يتحدث عن استبسال أهل القطاع في مواجهتهم الأولى مع المحتل الإسرائيلي فما بالك اليوم بعد العاصفة التي هزّت أركان الدولة المحتلة يوم 07 أكتوبر 2023.
وإذا ما سلمنا بأنّ الشعراء هم الذين يستشرفون فإنّ لصيلع قد أصاب في اعتماد لن الزمخشرية مثلما أصاب من قبله الميداني بن صالح (1929-2006) عندما صاغ سنة 2001 أوبرات “زلزال في تل أبيب”.
ومثلما أعلن الشابي من قبلهما على رؤوس الملأ أنّ الشعب إذا ما أراد الحياة “فلا بدّ أن يستجيب القدر” وهو ما أكده الشاعر الفلسطيني المولود في غزة عند حديثه عن الشابي “أعجبت بأبي القاسم الشابي ” كشاعر مبدع وأعجبت به كوطني غيور على وطنه وأمته ولقد رددت طويلا مع أهلي وشعبي بيتيه المشهورين.
إلى شهداء كلّ فلسطين
لقد أهدى لصيلع ديوانه “إلى شهداء غزة الصامدة وإلى شهداء كلّ فلسطين العربية الشامخة”
ثم كبّر: الله أكبر
غزة العظيمة واقفة صابرة
مصابرة مرابطة
لن تسقط – لن تستسلم – لن تنهزم – لن تموت – لن تموت.
شكرا لغزّة إنها العزّة والمعجزة ، غزة ملحمة الصمود”
يعقب الرشيد :”غرّد أيّها الشاعر يا شحرور الوادي وبلبل الأيك وصوت الروح غرّد ودائما لأيام النصر المؤزر بإذن الله”.
لا محالة لقد أتى المحتل الغشوم بما لم يأت به الأوائل من عنجهية وتنكيل
وإني أستحضر ما كتبه الأديب والإذاعي الفلسطيني الذي تربينا على صوته الشذيّ في الإذاعة منير شمّا (1919-2013) في جريدة الحرية بتاريخ 4 ديسمبر 2008:
” لقد فعل الإسرائيليون المجرمون بمدينتي بعد ان احتلوها فعلتهم، هم دمّروا دورها وشوارعها وغطّوا البلد القديم الرائع بالزفت – زفّت الله وجوههم القذرة. ”
لقد نعت لصيلع فلسطين بالشامخة ولعمري إنّ هذا النعت هو أيضا لصيق بهذا الشاعر الذي أنشد ذات يوم :
” نحن رعاة إبل
وهم رعاة بقر
فهل ترتقي البقرة
إلى همّة الجمل”.
