صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الشيخ حامد بن محمد بن محمد بوعتور

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم من عائلةً بوعتور التي اشتهرت بصفاقس واشتهر فرع منها بتونس العاصمة، هذا العلم يُنسب لمحمد بوعتور ومحمد بوعتور هو أكبر الثلاثة من أولاد الولي الصالح سيدي عبد الكافي وسيدي عبد الكافي ينسب للخليفة الراشدي الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه….

المولد والنشأة

هذا العلم حامد بوعتور ولد بصفاقس سنة 1900 هذا العلم طوى مرحلة التعليم الابتدائي بين الزاوية والمدرسة الابتدائيةً، فحفظ القرآن وتمكن من مبادئ الفقه والتوحيد وقواعد اللغة العربية، ذلك أنه كان منذ السنوات الأولى من المجتهدين المتفوقين تشهد له بذلك صفحة من الدفتر المدرسي بالمدرسة القرآنية الأدبية التي كان مديرها المربي عبد الرحمان سومر…

في جامع الزيتونة

هذا العلم استزاد علما فانضم إلى الفرع الزيتوني بصفاقس ثم انضم إلى جامع الزيتونة ومنه تخرج بشهادة التطويع، هذا الشيخ حامد بوعتور دخل بعض المدارس معلما ثم أسّس في (المحمدية) قرب نهج القايد بصفاقس مدرسة سماها (الحسنى) ولما نصبت الحرب العالمية الثانية خيامها بصفاقس وخلت مدينة صفاقس من سكانها، تخلى شيخنا المدير عن هذه المدرسة للمعلم الشيخ الزيتوني الطاهر دربال فنصب مدرسة (الحسنى) بمركز بنحليمة بطريق العين بصفاقس..
نجحت المدرسة واشتهرت هذا الشيخ الزيتوني حامد بوعتور اختار أن يكون شيخا نائبا عن أوقاف سيدي عبد الكافي الممتدة أراضيه المشجرة بعشرات الآلاف من الزياتين، فهو مسؤول عن رعايتها وعن إنتاجها الذي كان يوزعه الشيخ الزيتوني حامد بوعتور على آل عبد الكافي وآل بوعتور حسب أحكام الإرث الشرعية ويساعده في ذلك شيخ من آل عبد الكافي….

اشتهر بقصائده

هذا الشيخ الزيتوني اشتهر بقصائده التي كان يلقيها في مناسبات دينية أو اجتماعية أو مناسبات وطنية وقد رأيته في احتفال بالمولد النبوي بالجامع الكبير، وقد وقف بجبته وعمامته يلقي قصيدا في مدح رسول الله وقد مدني ابنه الدكتور حافظ بقصيدة في مدح رسول الله ليت المنشدين بالمدائح ينشدونها، ولما اكتمل بناء المأوى الخيري ألقى في الاحتفال قصيدة مما يقول فيها: لله ذا المأوى المشيد ملجأ يحمي الضعيف لباسه وغذاؤه، والشيخ حامد وإن اشتهر بشعره فقد كان كاتبا نثريا يكتب المقالات الهادفة وينشرها وقد نشر في مجلة مكارم الأخلاق التي أسّسها وبعثها في الثلاثينات الكتبي المرحوم حامد قدور…

صاحب نكتة

في هذه المجلة نشر صاحبنا مقالا بعنوان (منزلة القضاء في الإسلام ) ونشر مقالا عنوانه (العادات وتأثيرها على الأخلاق ) وهو مقال يدل على أن شيخنا كان يعيش عصره، حامد الطريف الظريف كان ظريف المجالس صاحب نكتة ضاحكة وهادفة وقد جمعت ونشرت بعضها في كتابي (كان يا ماكان في صفاقس) منها يروى أنه خرج يوما للنزهةً مع أصحابه ومعهم كبش ليذبحوه وينعموا بلحمه… تقدم حامد وذبحه ثم قال لأصحابه يؤسفني أن أقول لكم لحم هذا الكبش لا يؤكل لأنني تبينت أنني أخطأت فذبحته لغير قبلة في العشية أخذ الكبش إلى بيته وقطع لحمه وتقدمت زوجته الفاضلة أمنة بوعتورً وجعلت منه قديدا وزعه على أصحابه وهو كفقيه زيتوني يقول لهم ذبح الكبش لغير قبلة جائز شرعا…
هذا العلم لما حان أجله ودع الدنيا راضيا مرضيا يوم 31 من شهر أكتوبر 1955 فودعته زوجته وأولاده وأهله وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر… فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى