صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الشيخ محمد الصادق بوعصيدة

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا علم عالم عامل هذا وطني واعظ مناضل، هذا رجل صفاقسي تناسته صفاقس هذا العلم العالم ولد بصفاقس سنة 1883 حفظ القرآن الكريم والقراءة والكتابة في الزاوية، ومن الزاوية دخل الجامع الكبير بصفاقس يروي العلوم الدينية واللغوية عن شيوخ مدرسين أكفاء…

ولما أخذ منهم زاده سافر إلى تونس العاصمةً يستزيد من علماء جامع الزيتونة ويقرأ عليهم كتبا وباجتهاده نجح وفاز بشهادة التطويع…

نضاله في صفاقس

تحصل على أمر عليّ كان به عدل إشهاد وعلى أمر عليّ كان به مدرسّا وتطوع بروح وطنيةً يناضل بماله ولسانه، ساهم مع علي القرقوري وصحبه في تأسيس شعبة دستورية بصفاقس يتبرع بالمال لدعمها ويخطب في الاجتماعات باعثا في المواطنين الحركة الوطنية…
وفي العروض المسرحيةً بمسرح صفاقس يحضر بجبته وعمامته وبين الفصول يخطب في الحاضرين كاشفا سياسة السلطة الفرنسية التي عمرت شوارع صفاقس بالفقراء والمتسولين وانعدام القمح والشعير من الأسواق، وكل اجتماع شعبي تعقده الشعبة لا يغيب عنه الشيخ محمد الصادق بوعصيدة…
ولما انقسم جماعة حسن القلاتي عن حزب الشيخ الثعالبي تصدى لهم الشيخ بوعصيدة وفضح سياستهم وسدّ الباب وأقنع أنصار الحزب الإصلاحي بالعودة إلى حزب الشيخ الثعالبي

الشيخ والطلبةً

كان الشيخ محمد الصادق بوعصيدة داعية وطنية بين طلبة الفرع الزيتوني بصفاقس كما كان يستقطب الطلبة الزيتونيين عند عودتهم لصفاقس في العطل، يجتمع بهم ويحاورهم ويكوّن منهم مناضلين في الصفوف الأولى عند كل مظاهرة، لذلك كانت السلطة تطارده..

الشيخ وعقابه

يُروى أنه كان عالما صاحب عقيدة صافية طاهرة من الخرافة، وكانت بعض فرق صوفية تعتمد الخرافة وتتمتع بتشجيع السلطة الفرنسية، فكان الشيخ بوعصيدة يقف ضدها ويكشف ضلالها ويُقال لذلك عاقبته السلطة الفرنسية فحرمته من العدالة والتدريس، ويروى أن العقاب سلط عليه لما خطب في الجامع الكبير وهاجم الشيخ النفطي القاضي الذي نصبته السلطة عوضا عن القاضي الشيخ العذار…

الشيخ في تونس

غادر صفاقس وعُين كاتبا للقاضي الحنفي بالديوان الشرعي،

في الحج والنهاية

يروى أنه سافر للحج وفي الحج توفي ويروى أنه أدى حجه وفي طريق العودة جاء أجله قيل إنه توفي في الباخرة وهي راسية في ميناء بسوريةً فدفن في مقبرة سيدي يحي ولا نعرف متى توفي ولم نجد من يعرفه من أهله ليمدنا بصورته لذلك اكتفيت بصورةً رمزية عسى أن يمدنا واحد من أهله بصورته الحقيقية…
وأرجو من الأصدقاء ألا يبخلوا عليه بالرحمة ففي حياته دروس وعبر أمطروا روحه بالرحمة لا تبخلوا عليه وأرجو أن يتصل بي بعض أهله لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى