صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الهادي بن الحاج عامر السلامي…

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا صاحبنا اليوم، هو عُرف طيب من شجرة، والشجرة أصلها أبوه، وأبوه هو الحاج عامر السلامي والحاج عامر السلامي كان له في صفاقس اسمه ووزنه في الفلاحة ومعاصر الزيتون، وكان له من زينة الحياة الدنيا المال والبنون…

أنجب 10 أبناء

فقد أنجب عشرة، أربعة ذكور وهم الهادي، والتوفيق، ومحسن وخير الدين…ومن البنات أنجب ستا، وهن منجيةً، والبية، ودوجةً، زكية وسكينة وفطومةً…

كل ولد من أولاده الذكور علم من أعلام صفاقس…ومن بناته ظهر وخرج أعلام من أعلام صفاقس، فابنته البية التي تزوجت محمود الزحاف، أنجبت امحمد الزحاف سجل في تاريخ الصناعة بصفاقس صفحة وامحمد أنجب، في دنيا المحاسبة وتاريخ النادي الرياضي الصفاقسي علما اسمه صلاح الزحاف…
من أولاد الحاج عامر السلامي نتوقف مع صاحبنا، مع ابنه العلم الهادي السلامي…هذا ولد سنة 1910 وتوفي في 21 سبتمبر 1962..

خرج إلى مدرسة الحياة

هذا، اكتفى من التعلم في المدرسة بالشهادة الابتدائية وخرج لمدرسة الحياة والمجتمع يتعلم ويعلم…هذا خطا خطو والده فكان يرعى شجرة الزيتون، وينميها، والأرض الميتة بها يحييها، وفي معصرته يعصر زيتها، يبيعه ويصدره وبثمنه ثروته يزكيها…

هذا عرفناه وعرفته صفاقس يمّد يده للفقراء في جمعية البر العربيةً، يأوي بعضهم، ويكسو بعضهم…هذا عرفناه وعرفته صفاقس يعين الطلبة الفقراء على مواصلة الدراسة، وعرفته صفاقس مدعما لبناء الحي الزيتوني بصفاقس،
هذا الهادي بن الحاج عامر السلامي رأيناه ورأته صفاقس يطوف بنفسه على الأغنياء يشجعهم على دفع الزكاة وتقديم الصدقات لدعم رسالة جمعية البر العربية في مساعدة الفقراء والمحتاجين مع صديقه الحاج الطاهر كمون…

أصعب مهمة

وأصعب شيء على المرء أن يقف على أبواب الأغنياء وأصحاب المؤسسات والشركات ويستجديهم ويطلب منهم التبرع بالصدقات، وأداء واجب الزكاة لدعم جمعية ترعى المحتاجين والفقراء (واسأل مجرب)، وقد رأيته يزور المعاهد الثانوية، ويتصل بالأساتذة، ويطلب منهم التبرع لجمعية الخيرية، وتحويل ثكنة بناها الجيش الألماني بطريق منزل شاكر إلى مأوى للفقراء العاجزين…
هذا صاحبنا مد يده بالمال لتنوير منطقة بطريق الأفران بصفاقس…
هذا صاحبنا الهادي السلامي هداه الله ليمتلك نصف دينه فتزوج السيدة الفاضلة حميدة الزريبي: فأنجبا بنتين هما، نفوسة وسعدية…وأنجبا ابنين، هما محي الدين ومنصف…ومنصف كان ومازال علما من أعلام تونس وصفاقس، فهو رجل الصناعة، وهو رجل الرياضة فقد ترأس جمعية النادي الرياضي الصفاقسي سنوات متعددة، ودعم الجمعية بالملايين من ماله، كما تبرع بجرايته في مدة نيابته بمجلس النواب على جمعيات اجتماعية…

ودع الدنيا

هذا العلم، هذا الهادي بن الحاج عامر السلامي ودع الدنيا الفانية وهو مازال قادرا على العطاء…جاء أجله فتوفي، ودعته زوجته وأولاده وأحفاده وأهله وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر في مقبرة العالية بصفاقس…
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى