كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم الطاهر الشافعي ولد بصفاقس من الوالدين عبد الرحمان بن محمد الشافعي ومنانه الفراتي…هذا العلم من عائلة الشافعي وعائلة الشافعي انشطرت من عائلة الفراتي، ولذلك يقال في بعض العقود (فلان الشافعي الفراتي)
وعائلة الشافعي عرفت بالعلم والعلماء فمنهم عدول الإشهاد ومنهم المربون..
البدايات
ولد هذا العلم الطاهر الشافعي في 15 أبريل 1912 ولد في عهد الحماية وفي عهد الحماية دخل صفاقس عدد من الأطباء الأجانب مثل (سينينار وصندورو قالبا وأمبلاس)
فكرت نخبة صفاقسية في تشجيع الطلبة الصفاقسيين بتوجيههم لدراسة الطب في فرنسا ومنهم وبهم تعتمد صفاقس في الطب على أولادها، وما فكرت فيه النخبة الصفاقسية تحقق وانتصب في صفاقس أطباء شبان منهم أحمد العكروت والحبيب الرقيق وأحمد علولو وكان معهم (الدكتور الطاهر الشافعي)
فتح عيادة
هذا العلم الدكتور فتح عيادته وسط مدينة صفاقس في شارع سيدي بلحسن وتم الإقبال عليه فتح عيادته سنة 1940..
هذا العلم الدكتور الطاهر الشافعي ظهر في وقت لم يكن في صفاقس الطبيب المختص في التوليد أو في الأمراض الصدرية وغيرها، لذلك كان كلما دُعي من طرف أي مريض إلا ولبى الدعوة وزار المريض في بيته إن عجز عن زيارة العيادة..
هذا الدكتور الشافعي دُعي لتوليد امرأة تعسرت عليها وعلى القابلة الشعبية توليدها يتولى توليدها في بيتها..هذا الدكتور الطاهر الشافعي يُدعى للكشف عن امرأة أصيبت في ذراعها بكسر فيزورها في بيتها ويكشف عن الداء بعلمه وخبرته، وفي بيت المكسورة يعد الجبيرة ويقوم بتجبير المكسورة ويحصل الشفاء الذي شاهدته وبه أشهد..
ناضل من أجل وطنه
هذا العلم الدكتور الطاهر الشافعي يشهد له التاريخ أنه كان حاضرا في فترة الكفاح الوطني فهو مع المحتفلين ببعث جامعة الدول العربية وهو مع الشباب في منظماتهم، وهو مع الحزب الحر الدستوري في كفاحه ونضاله ومطالبته بالحرية والاستقلال، وهو مع المناضلين في النفي..
أسرة الدكتور الشافعي
هذا العلم الدكتور الطاهر الشافعي وجد في الآنسة الفاضلة عائشة الغرياني ما يمكنه من تأسيس بيت وأسرة، ويكمل نصف دينه فطلبها وطلب يدها من أهلها فكان القبول وكان الزواج والزوجان في البيت السعيد أنجبا بنتين هما زينب وآمنة (توفيت رحمها الله) وأنجبا أربعة أبناء هم خالد ومحمود ومحمد علي وفتحي، وهؤلاء الأربعة اختاروا كلية الطب ومنها تخرجوا وكل واحد منهم (دكتور في الطب) وشكرا لنجوى زوجةً الدكتور خالد التي ساعدتني بالبيان..
ودع الدنيا
هذا العلم الدكتور الطاهر الشافعي خرج كغيره بعيادته لباب البحر في صفاقس وبقي محل ثقة المرضى، وأدى حجّه ولما جاء أجله في السادس عشر من شهر نوفمبر سنة 1999 ودع دنياه فودعته أسرته وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر..
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟
