كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم محمد غرس الله ولد بقرقنة في 1881، وفي قرقنة تعلم وحفظ القرآن، هذا العلم قضى من عمره حوالي خمسين سنة في قرقنة، يصطاد السمك من البحر، ويزرع في الأرض العدس، والجلبانة وغيرها ويحصد..
دخل صفاقس
هذا العلم فكر وقرر ونفذ فدخل مدينة صفاقس من باب الديوان سنة 1944، واستقر فيها، هذا العلم اختار لنفسه ولعمله موقعا، وضع لجلوسه في العمل كرسّيا بنهج الباي الذي يُسمى اليوم نهج المنجي سليم، وعلى الكرسي وبأدوات عمله يعمل ملاخا…
هذا العلم كان الغادي والرائح يراه قد جلس على كرسيه مواجها لجامع سيدي المسدي، هذا العلم محمد غرس الله كان يصعد صومعة جامع سيدي المسدي ليؤذن للصلاة في أوقات الخمس صلوات…
هذا العلم كان النقيب خلف الإمام في الصلوات الخمس، وكان إمام صلاة الجمعة الشيخ محمد المهيري باش مفتي صفاقس يُقدره ويُكرمه
كان من المعمّرين
هذا العلم مد الله في عمره فتجاوز المائة سنة وكان من المعمرين..هذا الشيخ المعمر الكادح لما بلغ الشباب تزوج وأنجب ذرية ورباهم، ومنهم سالم الذي برع واشتهر في الخط والرسم، هذا المعمر الذي جاء أجله سنةً 1993 ودع دنياه الفانية إلى الدار الباقية، ودعته أسرته وأهله وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما…
وأنا أحب أن أفهم؟
