صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: رشيد بن أحمد المنيف

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم ولد في بيت أبويه يوم 9 جانفي 1926، هذا العلم لما بلغ سن التعلم دخل المدرسة الابتدائية فتعلم فيها لغتين العربية والفرنسية ومنها وبهما انطلق في المرحلة الثانية من التعلم بالصادقين فنجح وتعلم…

دخل دنيا العمل

هذا العلم بعد أن كسب علما ومعارف وثقافةً توجه نحو دنيا العمل، ودنيا العمل الواسعة خطا خطواته فيها بالتعرّف عليها وعلى أسرارها، وهذا وجده في الغرفة التجارية فكان فيها موظفا إداريا يرى ويسمع ويتلقى التوجيه فينفذ..

مشروع صناعي

هذا العلم رشيد بن أحمد المنيف كان حاضرا مستعدا للانخراط في قافلة الجيل الأول لبعث المشاريع الصناعية بصفاقس لما رأت صفاقس وقررت، أن تضيف إلى نشاطها الفلاحي والتجاري الذي ورثته عن الأجداد والآباء نشاط الصناعة فكانت له الريادة..
هذا العلم رشيد المنيف كان حاضرا مستعدا لقيادة مشروع صناعي ساهم في رأس ماله الكثير من الصفاقسيين والصفاقسيات فكان المدير لمصنع ‘سوتوبري’ لصناعة الحذاء الرياضي و’البنطوفل’…
بقيادة وإدارة رشيد المنيف نجح المشروع وارتفعت قيمة أسهمه والمساهمون كانوا في كل سنةً يقبضون نسبة من الأرباح، وفي العشرية الأولى انتظم حفل غداء للعاملين في المشروع والمساهمين وكنت من بينهم..
هذا العلم رشيد المنيف شهد لكفاءته الرئيس الحبيب بورقيبة، لما زار المصنع واطلع على مسيرته فقال لرشيد (لو كان لصفاقس أربعة رجال أعمال مثلك لاطمأننت على مصير هذه المدينةً الواعدة)..

ضغوط نقابية قادت إلى الإفلاس

لكن..لكن..لكن…توالت على الشركة ضغوط نقابية وضغوط صناعية تجارية ووضع صحي على قلب رشيد المنيف جعل الأطباء يفرضون عليه التخلي عن ‘سوتوبري’ فتخلى وبعد سنوات أجريت عليه عملية جراحية على القلب المفتوح خطيرةً، وبعده تواصلت المشاكل النقابيّة والاقتصادية على ‘سوتوبري’ فسارت في طريق الإفلاس حتى بيعت الأرض التي قامت عليها وضاعت أسهم المساهمين فيها؟؟

رائد في الصناعة

لكن رشيد المنيف الذي خرج من سوتوبري بعث بتوجيهه وخبرته مشاريع صناعية أخرى مثل (شركة السيوك لصناعة الأطر الصناعية) ومازالت تعيش وتنتج وكان كما قلت الرائد في نشر الصناعةً بصفاقس المدينة ومعتمدياتها، ولذلك تبقى صفاقس تفتخر به وتترحم عليه..
هذا العلم رشيد المنيف الذي دخل في شبابه الغرفة التجارية موظفا تولى رئاستها في كبره، هذا العلم بطاقة حياته الخاصة تقول تزوج السيدة الفاضلة رفيعة شورى وأنجبا ابناً واحداً وخمس بنات وذريته الطيبة تعلموا و اندمجوا في مجتمعهم يتخذون من سيرة أبيهم أسوة وقدوة..
هذا العلم الذي تفتخر به صفاقس لما حان أجله في الواحد والعشرين من شهر جويلية 2004 ودع دنياه الفانية إلى الدار الباقية، فودعته أسرته وأهله وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر، فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى