محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: عطية بن عطية جلي

كتب: محمد الحبيب السلامي
في صفاقس وخلف سور مدينة صفاقس طرق يسلكها الصفاقسيون ليصلوا إلى بساتينهم..من هذه الطرق (طريق عطية)…فمن أين جاء هذا الاسم؟
هذا رجل له في تاريخ صفاقس تاريخ أظلم ذكره الشيخ محمود مقديش في كتابه نزهة الأنظار، فقد ولاه مراد باي (قايد) على صفاقس فسار في الناس مدة قصيرة بالعدل ثم اختار طريق الظلم والعدوان، وجمع بين يديه كل الوظائف الكبرى وفرض الأداءات بكثرة وافتك أرزاق الناس وخرج مع الفرسان لمعاضدة مراد باي ضد الثائر (أبي القاسم الشوك)…
ولما عاد بنى لنفسه قصرا فخما اشتهرت به وباسمه (ثنية عطية) التي عُرفت أيضا بـ ‘ثنية ترياقة’ وتعرف اليوم باسم (طريق منزل شاكر(…
فتنة بين الأخوين
لما توفي مراد باي حدثت فتنة بين الأخوين محمد باي وعلي باي تحزب فيها عطية لـ علي باي، فلما انهزم علي باي فرّ إلى عنابة فلحق به بن عطية، وبعد سنتين عاد علي باي لتونس فعاد بن عطية لصفاقس..
ولما علم أن أهالي صفاقس جمعوا الغالي من أموالهم في دار قرب مسجد سيدي علي الكراي دخلها بن عطية، واستولى على ما فيها وعذّب من اجتمعوا في مسجد سيدي علي الكراي..
أهان الولي الصالح
وأهان الشيخ الولي الصالح سيدي بلحسن الكراي فدعا عليه، ولعل الله قد قَبِل دعوته فانتصر محمد باي على أخيه علي باي، وعلم بما فعله بن عطية في صفاقس فأرسل إليه فرسانا للانتقام منه، ويروى أن بن عطية حلق لحيته من جهة، ولم يحلقها من الجهة الأخرى وأيقن أنهم سيلقون عليه القبض ففر إلى مسجد سيدي علي الكراي وفيه أُلقي عليه القبض وسلسلوه وجروه في الشوارع ثم قتلوه…
وكل صفاقسي يلعنه وليس فيهم من يترحم عليه وبقي الشيخ أبو الحسن الكراي يُذكر بالرحمة ويُقال له (الخموسي) لأن دعوته في بن عطية قبلت بعد خمس…
هذه صفحة من تاريخ علم من أعلام صفاقس للأصدقاء حق التعليق عليها والإضافةً ولهم مني الشكر وعطر التحية…