محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الحاج محمود خنفير

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم ولد بصفاقس في 20 نوفمبر 1894، هذا العلم أخذ حظه من العلم والمعرفة وتهيأ للعمل والبحث عن سوق الكسب فوجده في (سوق الربع القبلي الواسع)…
ففتح فيه دكانا يبيع فيه (البرنس والجبة والبدعية والفرملةً والمنتان والشاشيةً)… هذا الرجل كان أنيقاً في لباسه، وهو يلبس نفس اللباس الأنيق الذي يلبسه وجهاء صفاقس ـ والصورة الموالية تشهد بذلك ـ..
ذكاء اجتماعي
هذا العلم كان ذكيا اجتماعيا لذلك كانت له بين أهل السوق كلمةً وكان لهم قدوةً فيرجعون له في الشورى، هذا العلم تجاوب مع الحزب الحر الدستوري التونسي في نضاله، فكان يشارك في الاجتماعات السرية وينوب الحزب في السوق في تنفيذ مقرراته…
نضال ضد الاستعمار
كان هذا العلم يشارك في المظاهرات المنادية بسقوط الحماية الفرنسية والمطالبة باستقلال تونس، وإذا قرر الحزب الدخول في إضراب فكان هو الذي يبدأ الإضراب في السوق، فهو يُسقط الملابس التي علقها وعرضها في باب السوق ودون أن يطوف على التجار يدعوهم للمشاركة في الإضراب يفهمون ويقتدون ويُضربون…
صاحب كلمة مسموعة
هذا الرجل لأن له في السوق وفي صفاقس كلمة مسموعةً، كانت الجمعيات الاجتماعية تعتمده وترشحه وتنتخبه لعضوية هيئاتها، ولذلك نراه في جمعية البر العربية وجمعية رعاية المكفوفين ونراه في اللجان التي تساعد المقاومين في الجبال..
أسرة محمود خنفير
هذا العلم الحاج محمود خنفير تزوج وأنجب ذرية طيبة تعلمَت وعلَمَت، فعبد المجيد كان معلما والتوفيق كان معلما وكان مدير مدرسة، وكانوا مشاركين في النضال الوطني والجمعيات الثقافية..
هذا العلم كان متديّنا فأدى حجّه، ولما حان أجله في السابع والعشرين من شهر أوت 1964 ودع دنياه وودعته أسرته وأهله وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر..
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟؟