صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: رشيد الحبيّب…

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا هو رشيد ابن الطاهر الحبيّب وآمنة الحبيّب…هذا هو الذي ولد بصفاقس في 20 جوان 1936…هذا هو الذي تعلم في المدرسة الابتدائية، ثم انضم إلى الفرع الزيتوني بصفاقس فتحصل على شهادة الأهلية…ثم واصل الدراسة في التعليم الزيتوني بتونس، وتحصل على شهادة التحصيل…

سافر إلى العراق

هذا هو الذي سافر إلى العراق، وقضى مرحلة التعليم العالي في جامعة بغداد، وتخصص في دراسة التاريخ والجغرافيا، هذا هو الذي عاد من بغداد إلى تونس، فانتدب في المعاهد الثانوية أستاذا، يُدرس التاريخ والجغرافيا…

هذا هو الذي استقر في المعهد الثانوي 15 نوفمبر 1955، يٌقدّم الدروس في التاريخ والجغرافيا…هذا هو الأستاذ الذي تجاوب معه تلاميذه، واستمعوا إلى دروسه، واستفادوا منه، وبقوا يذكرون حزمه وجدّه، وكفاءته العلمية…

مجلس البخاري

هذا هو الذي تطوع، فقدم في الجمعيات ومنها جمعية اللخمية محاضرات في التاريخ تنتهي بحوار نقاش يدل على سعة اطلاعه….هذا صاحبنا الأستاذ رشيد الحبيّب الذي اختار لما تقاعد أن يقضي وقت فراغه في دراسة القرآن والحديث النبوي والفقه، فكوّن مع الأساتذة المتقاعدين…حامد بوعتور، وأحمد بن لسود، والمختار بو عتور، والمختار شقرون، ومحمد الحبيب السلامي، مجلسا في جامع العالية سموه (مجلس البخاري)…

وفيه كان صاحبنا رشيد الحبيب يقرأ من كتب التفسير ومن كتب الحديث، صفحة بعد صفحة، يتخللها نقاش وحوار….هذا هو صاحبنا الذي كان ينتقل مع أعضاء مجلس البخاري أينما انتقلوا، من جامع العالية، إلى بيت الأستاذ المختار شقرون..وبيت الإعلامي عبد القادر السيالة حتى انتهى المجلس الذي انضم إليه في كل بيت أعضاء واستقر المجلس في بيت الأستاذ محمد الحبيب السلامي وقد انضم إليه عامر البرجي والصادق كمون، ونجيب شعبان ،عبد السلام الرقيق وسليم كعنيش وواكب المجلس عبد الحميد النوري…

وبعد مدة اعتزل صاحبنا رشيد من مجلس البخاري بعد أن شارك فيه في تأليف كتابين
‘الدعاء في القرآن’…وهداية الحيران في الجبر والاختيار من القرآن…وكوّن مجلسا خاصا…فيه يواصل الدراسة والبحث…

صوت مميّز

صاحبنا وهب الله له صوتا مميزا كان به يتلو القرآن حسب قواعد التجويد التي أخذهاعن المرحوم الشيخ عامر الجربي والشيخ حامد بوعتور…وصاحبنا تولى الإمامة في جامع العالية بعد الإمام حامد بوعتور فارتاح المصلون إلى خطبه ،،،لكن أحد السياسيين وشى به فقررت السلطة إعفاءه من الإمامة

عائلة رشيد الحبيّب

صاحبنا اشتهر بحسن تلاوته ،وبخطبه فرشحه بعض المواطنين للإمامة بجامع المنار بعد موافقته…ووافقت السلطة…وفي هذا الجامع تكاثر المصلون خلفه ،وتكاثروا في رمضان يصلون صلاة التراويح، ويتجاوبون مع دعائه ويحضرون دروسه في الوعظ والإرشاد…
هذه المكانة التي تحصل عليها صاحبنا الإمام رشيد الحبيب دفعت الذي وشى به إلى الاعتذار له وطلب عفوه فعفا عنه، هذا الإمام الأستاذ رشيد الحبيّب تزوج السيدة المتعلمة الفاضلة نزيهة بنت التاجر الفاضل أحمد الفريخة فأنجبا ذرية طيبة متعلمة مثقفة عاملة، فالبنت عفاف والأبناء، هم الطاهر، وقيس ووليد…

ودع الدنيا

وشاء القدر أن يتوفى صاحبنا الأستاذ الإمام رشيد الحبيب بسكتة قلبيةً ليلة واحد وعشرين من شهر فيفري سنة 2016 فودعته زوجته وأولاده وأهله وأحبابه ،وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم ؟؟؟،،،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى