محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: التوفيق بن عياد

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم ولد بصفاقس ولما بلغ سن الدراسة، أدخله أبوه المدرسة وفيها تعلم وتحصل على الشهادة الابتدائية وبها دخل مرحلة التعليم الثانوي، وفيها اكتسب من العلم والمعارف ما أهله ليكون معلما بعد أن كان متعلما..
هذا العلم وفقه الله في التعليم فأدى رسالته في مدارس ومعاهد بصفاقس ثم ارتحل إلى الخليج العربي، وفي بعض مدنها دخل معاهد ثانوية معلما وحرّك قلمه فكان في بعض الصحف والمجلات كاتبا…
دخل التعليم
هذا العلم عاد إلى صفاقس معلما في بعض المدارس الابتدائية، وانضم إلى الأستاذ محمود الشبعان في مشروع طريقة (فريني) في التدريس بالتعليم الابتدائي، فكوّن صاحبنا في صفاقس فرعا لكن ما إن بدأ التنفيذ حتى أعلن الأستاذ المربي الأديب الوزير محمود المسعدي المخطط العشري للتعليم، وبالمخطط تقرر توحيد طريقة التعليم بكل المدارس ولذلك توقف العمل بطريقة ‘مدرسة فريني’ واصل العلم التوفيق بن عياد التدريس في المعاهد الثانوية ونال التقدير من تلاميذه وقدم بعض الدروس في الفرع الزيتوني بصفاقس..
تقاعد من التعليم
ولما بلغ سن التقاعد تقاعد وبحث عن ميدان آخر للعمل فوجد مناظرة تفتح لانتداب عدول إشهاد، فشارك ونجح وبذلك فتح له مكتبا خاصا، هذا العلم التوفيق بن عياد مولع بالثقافة لذلك انضم إلى نادي الشعبوني في كل يوم أحد، ولما توفي العدل الشاعر محمد الشعبوني وأغلق مكتبه تبنى العدل التوفيق بن عياد النادي وأعضاده من أحباء الثقافة إلى أن زاره ضعف الشيخوخة فأغلق مكتبه واستقر في بيته يستقبل أصدقاءه..
ودع الدنيا
هذا العلم كان مدمنا على القلم والكتابةً، وقد نشر كتاباته في بعض وسائل الإعلام بالخليج العربي ونشر الكثير من بحوثه ومقالاته في بعض الصحف والمجلات بتونس وصفاقس، ومنها (مجلة شمس الجنوب)، ولما لزم بيته جمع ما كتب فكوّن به مؤلفات في الحياة الاجتماعية وغيرها ومن طرائف مؤلفاته كتاب عنوانه (الألغاز) جمع فيه خمسمائة لغز..
كان يبحث عن مؤسسة نشر تتولى نشر بعض مؤلفاته لكن الأجل كان أسبق في 16 جانفي2020، فودع دنياه وودعته زوجته وذريته المثقفة الطيبة…كما ودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟