صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم / علم عاش في صفاقس ثم ودع: الحاج علي بن أحمد خماخم

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم، هذا المجاهد ولد بصفاقس في النصف الأول من القرن التاسع عشر وبعد أن أخذ حظه من القراءة وتلاوة القرآن في الزاوية، دخل إلى سوق السلاح بصفاقس فتعلم وتمكن وتمهّر في صنع السلاح…

صناعة رائجة

وكانت هذه الصناعة رائجة وخالية من كل قيد، ويُقال إنه ومن معه صنعوا لحماية صفاقس مدافع من نحاس ولكن لما اتصل الجاسوس الفرنسي (قياس الماء) بالباي ووسوس له بأخذ تلك المدافع يحولها إلى عملة ودنانير بقيت صفاقس بدون مدافع حامية…
لكن صاحبنا خماخم ومن معه في سوق السلاح تداركوا الأمر فصنعوا مدافع من حديد، لما فرضت فرنسا معاهدة الحماية على الباي سنة 1881 رفضت صفاقس الاعتراف بها وقررت القيادات في صفاقس رد الفرنسيين والجهاد ضدهم تقدم صاحبنا (الحاج علي خماخم ) للمشاركة بالجهاد فصار بالليل والنهار يصنع السلاح ويستعين في ذلك بمساعدين يعطيهم أجورهم من جيبه…

مجزرة رهيبة

وكل الأسلحة التي صنعها وضعها بأيدي المجاهدين، وبعد أخذ ورد بين الجيش الفرنسي وسلاحه المتطور وبين المجاهدين الصفاقسيين بسلاحهم وقوة إيمانهم بحقهم، انتصر الظالم على المظلوم ودخلت الجيوش الفرنسية مدينة صفاقس تحدث فيها مجزرة رهيبة لا ينساها التاريخ…

هرب إلى طرابلس

أيقن صاحبنا المجاهد الحاج علي بن أحمد خماخم أن الفرنسيين يفتشون عنه ليقتلوه فأعد العُدة وخرج هاربا نحو طرابلس وفي طرابلس استقر وتزوج وأنجب ذرية (والصورتان المصاحبتان (لعلي ومحمد خماخم حفيدي المجاهد الحاج علي خماخم) وتوفي سنة 1899 فترحموا عليه ويظهر أنه وعائلته في طرابلس قطعوا الصلة بأهلهم في صفاقس…

تغيّرت الأوضاع

لكن الحاج الشيخ يوسف خماخم لما زار طرابلس في الستينات فتش عن عائلة خماخم، وأعاد ربط الصلة بها وفي عهد الحماية الفرنسية وفي عهد الاستقلال صارت صناعة الأسلحة بيد صاحب السلطة، وهو الذي يصنع وهو الذي يشتري ويسلح لكن بقي الحق للمواطن التونسي أن يمتلك بندقية صيد وفق رخصة قانونية…
كما بقيت صناعة السلاح مكفولة برخصة بها يُصلح بنادق الصيد وفي ذلك نجد البعض من عائلة الشعري…
هذا العلم المجاهد المرحوم الحاج علي بن أحمد خماخم فتحت لكم صحيفته لتترحموا عليه وتأخذوا من حياته الدرس والعبرة وتضيفوا ما يزيدنا به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى