كتب: محمد الحبيب السلامي
ولد عبد الفتاح الفندري بصفاقس وسماه أبوه (عبد الفتاح) ولكن الناس استظرفوه فسموه ونادوه (فتوح)، وبه اشتهر بين التلاميذ في المدرسة التي خرج منها بلسانين واشتهر في دنيا الحياة التي خرج إلى أسواقها يبحث عن سوق يمكن أن يستفيد منه ويفيد…
بيع القماش
فوجد سوق الفرياني في صفاقس، ووجد فيه دكانا فاكتراه وصار يبيع فيه القماش كأهل السوق لكنه تخصص في بيع القماش المستورد الذي تصنع منه الكسوة الإفرنجية للرجال…وبعد مدة تبيــّن له أن التجار يريدون خلع (البلوزة) والزيتونيين أمثالي يريدون خلع الجبة ليلبس هؤلاء وأولئك الكسوة (السوري)، وجدها فرصة فاستغلها…
خياط يهودي ماهر
اتفق مع يهودي خياط ماهر، والصناعات يومها وضع اليهود عليها أيديهم في تونس…ووفر فتوح لليهودي محلا في المدينة العتيقة مجهزا بما يحتاج إليه الخياط كما وفر فيه القماش أنواعا وألوانا، والخياط يخيط لكل حريف كسوة حسب مقاسه، لقي شهرة فتحول إلى محل بباب البحر كان واسعا مريحا للكثير من مساعدي الخياط الصغار والكبار…
إلى الأيدي التونسية
تعلم الواحد بعد الواحد، وكل من أنس في نفسه الكفاءة ودع وفتح محلا خاصا للخياطة وهكذا خرجت خياطة الكسوة (السوري) من يد اليهودي إلى الأيدي التونسية…واستفادوا وأفادوا الصناعة…
وتوفي فتوح الفندري وبقي يذكر بالرحمة كما يذكره أولاده وبناته الذين رباهم وعلمهم فنجحوا وأفادوا البلاد والعباد…
فمن منكم يعرفهم ومن منكم لبس كسوة من محل فتوح الفندري ويترحم عليه ويضيف بما يفيد وله من الله الأجر ومني الشكر وعاطر التحية؟
أسأل وأحب أن أفهم
