محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس 94: المغني الشعبي إسماعيل الحطاب 1925 ـ 1994

كتب: محمد الحبيب السلامي
إسماعيل الحطاب…هو من المثاليث، وُلد في جبارنة من معتمدية جبنيانةً..أهلها كانوا مغرمين بقول الشعر الشعبي والغناء الشعبي…
كان أبوه الحطاب قد تعلّم من أبيه العزف بالزكرة فتعلم منه الولد، والولد إسماعيل تعلم من أبيه لما كان أبوه يخرج للعمل الفلاحي في موسم الزيتون، وكان الحطاب يحيي بالزكرة أعراس العائلات في جبنيانة فيصحبه ابنه…
سافرا إلى العاصمة
…في يوم قرر الحطاب السفر إلى العاصمة فسافر معه ابنه وحطا الرحال قرب باب البنات، وصار الأب يعزف بالزكرة في الساحة فيتجمّع حوله الناس…اتصل به بعض أصحاب المقاهي في الحلفاوين واتفقوا معه على أن يُشارك في حفلاتهم فكان إسماعيل يرافق أباه، ويردد بعض الأغاني فلقي تشجيعا…
التقى بالفنان المتميز صالح بن زيد من المرسى فتعلم منه قواعد الزكرة والأغاني الشعبية، ولما توفي صالح كوّن فرقة للغناء الشعبي فيها (عائشة ومامية)، وعرفت عائشة بحسن صوتها في الغناء فتزوجها إسماعيل وكانت زوجة معلمه صالح…
كوّن فرقة للغناء الشعبي
ثم كوّن فرقة للغناء والرقص الشعبي الذي ظهرت فيه واشتهرت (زينة وعزيزة)…سجل بعض أغانيه في اسطوانات فذاعت، ونجح في إقامة حفلات بالمدن والقرى التونسية وفي بعض المدن الأوروبيةً…
وكان الفضل في احتلاله مكانة بين الناس، صوته المتميز، وكفاءته في العزف بالزكرة، وبرنامج (قافلة تسير) الذي بعثته الإذاعة التونسية، وتشجيعه من طرف الرئيس الحبيب بورقيبة…
ودع الدنيا
فقد صعد على المسرح، شارك في الأفلام وبعض المسلسلات وفي الحضرة…ولما حان أجله ودّع الدنيا وودعه الفنانون وعشّاق فنه،و
وضعت جثته تحت التراب في قبره في مقبرة سيدي الجبالي فمن يزوره من الناس؟ وبقيت أغانيه فوق الأرض حية فهل ترددونها أيها الناس؟
أسأل وأحب أن أفهم…