صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (53): القاضي محمد العذار 1863 ـ 1948

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

…هذا القاضي الصفاقسي محمد العذار، لأبيه تاريخ يُشرف…فقد رفض قبول معاهدة الحماية وشجع المجاهدين على الثورة أما صاحبنا فقد وجد التأييد والمساندة الشعبية في قضية (القاضي النفطي) التاريخية…

رجل علم

فهو رجل علم متخرج من جامع الزيتونة بشهادة التطويع، ولاه الباي الإمامة في بعض المساجد، ثم ولّاه القضاء فارتاح الناس لعلمه وعدله، ثم عُيّن باش مفتي…

رفض الباي..

ولما طالب الناس بإرجاعه للقضاء أُرجع، ثم عُيّن باش مفتي وولى الباي الشيخ النفطي قاضيا بدلا عنه، فاستاء أغلب أهالي صفاقس، ورفضوا قبول القاضي النفطي وأصروا على المطالبة بإرجاع القاضي العذار، ورفض الباي…
وتحرك العلماء وقادة حزب الشيخ الثعالبي…ورُفعت للسلط عديد العرائض بعضها يستند إلى قول بعض الفقهاء فيذكرون أنهم اشترطوا أن يكون القاضي من أهل المدينة لأنه يعرف عاداتهم وأنسابهم، وخرجت المظاهرات للشوارع تطالب بإرجاع القاضي العذار إلى القضاء…

إحالة على التقاعد

وبعد مدة قررت السلطة نقل القاضي النفطي إلى المهدية، وإحالة الشيخ العذار على التقاعد…فعاش معززا مكرما محبوبا فقد كان عالما عارفا بالأنساب، في أجوبته طرافة مقبولة وإن كانت لاذعة يتبرك به أهالي صفاقس فيطلبون منه أن يؤمهم في صلاة الاستسقاء…
لما توفي دفن في يوم ممطر وودعه خلق كثير…فهل اطلعتم على قضية النفطي؟ أسأل وأحب أن أفهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى