صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (49): حامد قدور 1911 ـ 1998

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

صاحبنا حامد قدور يمكن أن نلقبه بـ (أبو المجالس) وفي ذلك شرف له وشرف للمجالس…قضى سنوات يتعلم في المدرسة فلما نال الشهادة الابتدائية اكتفى بها وخرج للحياة العملية يتعلم…

كتبيّة فمجلة…

قضى سنوات مساعدا في كتبية والده، عرف تجارة الكتب فأسس بنهج العدول مكتبة خاصة يبيع فيها الأدوات المدرسية والمجلات وكتب المطالعة التي يستوردها من المشرق وفرنسا…هناك تعرّف على نخبة من الأدباء والمثقفين فكوّن ببعضهم أول مجلس فكر، عن المجلس انبثقت فكرة تأسيس مجلة…الفكرة ظهرت منها (مجلة مكارم الأخلاق)…وما ظهر منها سبعة عشر عددا حتى توقفت لضيق ذات اليد…

نادي الشعبوني

…بعد سنوات تقاعد الشاعر محمد الشعبوني من التدريس وفتح مكتب عدل إشهاد..وعليه صار صاحبنا يترّدد…وفيه صارت نخبة من أهل الفكر تلتقي كل يوم أحد…ولأن مايدور فيه من حوار مفيد كنت أنشر أخباره في جريدة الصباح بعنوان (ماذا في نادي الشعبوني)…

مجلس قدور

بعد سنوات توفي الشعبوني شاعر صفاقس وأغلق دكانه…فماذا فعل حامد قدور؟ لما كان نائبا عن جريدة الصباح في بيعها بصفاقس، وكان مكتبه وبيته قريبين من مقهى تونس، فقد اتخذ له في المقهى ركنا أقبلت عليه نخبة، وبذلك وفيه كان حامد قدور أبا المجلس الثالث تدور فيه الأخبار والطرائف، وفيه خرج اقتراح بإعادة طبع ما صدر من مجلة مكارم الأخلاق فنفذ صاحبنا الاقتراح وصدرت أعداد المجلة في
مجلدين لقيا القبول والاستحسان…

تحية وفاء

ولما شدّه المرض ترك كتبيته لحفيده علي وهو مازال يديرها بأمانة وكفاءة، وترك صاحبنا مجالسه وجلاّسه الذين يزورونه في أدب ويدعون له بالشفاء حتى جاء أجله وودع دنياه…
ودعته صفاقس بحسن الذكر والترحم عليه، ولعلكم تذكرونه وأنتم تطالعون مجلة مكارم الأخلاق أو تطالعون كتاب (أعلام من مجلة مكارم الأخلاق) ألفته تحية وفاء لروحه مع صديقي الأستاذ محسن الحبيّب…فهل تطالعون؟

أسأل وأحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى