صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (44): محمد محفوظ 1921 ـ 1988

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم محمد محفوظ، سيرته لك أن تؤلف منها كتابا ثريا مفيدا، ولك أن تختصرها في سطور فتصبح وتمسي متنا يحتاج إلى شراح وشروح…وأنا أختار اليوم اختصارها…

هو صفاقسي المولد، درس في مدارس ابتدائية وثانوية ثم حط رحاله في المكتبات يطالع، وفي جامع الزيتونة يتعلم ولم يفارقه إلا وقد تحصل على ثلاث شهاداته، في مدرسة الحقوق خرج بشهادتين…

قفة من الشهادات

صاحب هذه القفة من الشهادات عاش وعاشت معه عائلة بجراية أضعف موظف ـ مستكتب ـ وجاءت الفرصة ليكون قاضيا فحرموه منها لأنه لم يكن بورقيبيا…كلفوه بفهرسة مكتبات بها مخطوطات ففهرسها بنجاح، حرّك قلمه فوصل حرفه لإذاعة لندن وإذاعة تونس، وفُتحت إذاعة صفاقس فعكف قلمه فيها إلى أن مات…كتب في الصحف والمجلات، ودخل التأليف فألف وحقق مخطوطات فنُشرت في المشرق..

تم بتر ساقيه

أصيب بمرض في قدميه، ولم يشفه الطبيب ولكن دخل الطبيب الجراح بمشرطه فبتر ساقيه إلى حد الركبتين، التزم بتأليف كتاب عمره وهو (تراجم المؤلفين التونسيين)، تجنّدت معه زوجته وأولاده لمساعدة معاق يقضي ليله ونهاره في الفراش، فكان يعين لهم الكتاب المصدر أو المرجع في صندوق من صناديق تجمعت فيها مكتبته الثرية…يطلبه فيقدمونه دون تأفف، فهم يعتزون به والدا، وعالما باحثا محققا نشر اسمه بقلمه في المشرق والمغرب، وهو حبيس المحبسين…الكتاب والفراش…

فقير أم غني؟

وصدر كتاب عمره في خمسة مجلدات لكن يده التي كتبته لم يضعوا فيها غير فرنكات…عاش ومات في المال فقيرا…وعاش بالعلم والمعارف غنيا…
فهل عرفتم سيرته وحياته عبر هذه السطور أم ترون أن سيرته تحتاج إلى شرح وشراح؟

اسأل وأحب أن أفهم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى