صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (42): عبد العزيز مزيد 1922 ـ 2011

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

في الخليج تحدثوا عن الشيخ الكفيف عبد العزيز المزيد….وأنا هنا سأتحدث عن عبد العزيز مزيد الصفاقسي التونسي الكفيف…ففي حياته دروس وعبر…

من يوم ولد إلى السنة السادسة من عمره كان يتمتع ببصره، حتى مرض بالحصبة، وكان المرض شديدا أصاب عينيه، لم ينفع فيه دواء…فعمي…صار كفيفا، فصبر، وعاد للمدرسة…وفيها حفظ القرآن…

انضم إلى حلقة قرّاء القرآن بعد صلاة العصر في الجامع الكبير وأغلبهم مكفوفون…وانضم إلى دروس العلم في نفس الجامع فتحصل على شهادة الأهلية الزيتونية…وهذه أهلته ليواصل الدراسة بجامع الزيتونة معتمدا على نفسه…

دخل التجارة

وبعد ثلاث سنوات تحصل على شهادة التحصيل…تركها جانبا ودخل ميدان التجارة بائعا مغامرا متجولا بين تونس وصفاقس وكم من مرة تعرض للتفتيش وخاصة أثناء الحرب العالمية الثانية، لكنه بالحيلة كان ينجو…

بعد الحرب عاد للدراسة بجامع الزيتونةً، وبعد ثلاث سنوات تحصل على شهادة العالمية في أصول الدين وشهادة الأهلية في القراءات …

مكتبة التجديد

عُين مدرس وعظ وإرشاد بالمعمورة…ولما تقاعد عاد للتجارة في نظام ففتح دكان والده بالصباغين وسمى مكتبته (مكتبة التجديد)…كان يباشر الحرفاء بنفسه حتى لحق به ابنه طارق، واشتهرت المكتبة فاتخذ من مخزنها خلفها ناديا يجتمع فيه صاحبنا بأصدقائه يوم الأحد للحوار العلمي وأمهات الكتب قريبة منهم…
كما كان يستقبل المكفوفين، فهو الذي أسّس أول جمعية للدفاع عن حقوق المكفوفين، وهو الذي تعلم طريقة (براي) يكتب بها الكفيف ويقرأ ما يكتب…وقد ألف ثلاثة كتب، في القراءات وفي ختم القرآن وقصائد شعرية، ونشرها بالطريقة المألوفة وطريقة (براي)…

دخل السجن

كان مع المكفوفين مناضلا، وكان في الدفاع عن وطنه مناضلا…انضم إلى حزب بورقيبة، وشارك في المظاهرات…ولما استقلت تونس، وقضى بورقيبة على التعليم الزيتوني وأصدر مجلة الأحوال الشخصية قام بحملة ضده فأودع السجن مدة…
لما حان أجله ودع دنياه وترك زوجة طيبة عاشت معه وفية وترك أولادا تعلموا ونالوا رضاه، وكانوا ومازالوا يترحمون عليه كما يترحم عليه كل من عاشره وحضر مجالسه…فمن منكم حضرها مثلي؟
…أنا أسأل وأحب أن أفهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى