صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: أعلام من صفاقس (25) : نائب الأمّة محمد سعيد كمون 1868 ـ 1945

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

وُلد في عهد محمد الصادق باي بصفاقس، ولم يكن أمامه في طريق العلم غير الكتاب ففيه حفظ القرآن وتعلم الكتابة، ولما خرج للحياة العملية فتح متجرا يبيع فيه التوابل، ثم صار يجمعها من المدن التونسية التي تنتجها…

نائب الأمة

ولما نجح في تجارته تبادل السلع مع تُجّار من الإسكندرية بمصر وتُجّار من أزمير بتركيا، ويروى أنه كان يستورد (الصبغة) من الصين، وهكذا بها وبالفلاحة كوّن ثروة، وكان له بين تجار صفاقس اسم….

لذلك وبعد أن عينته سلطة الحماية عضوا في أول مجلس بلدي بصفاقس انتخبه تُجّار صفاقس نائبا عنهم في المجلس النيابي الاستشاري بتونس العاصمة، ولما أسست سلطة الحماية المجلس الكبير انتخبه الصفاقسيون نائبا عنهم، بذلك صار معروفا بلقب (نائب الأمة)…

وطني صادق

ويروى أنه كان وطنيا صادقا يدافع عن الحق بصراحة، ولذلك لما علم أن المراقب المدني الفرنسي يرتشي قدم به قضية انتهت بعزل المراقب، ولما زار صفاقس المقيم العام الفرنسي ممثل فرنسا بتونس لم يخرج لاستقباله في محطة القطار، فزار المقيم محمد سعيد كمون في مكتبه بالمدينة العتيقة، وهنا طاف به في شوارع صفاقس وأطلعه على الفقر، وطلب منه أن يأذن بتأسيس جمعية البر العربية بصفافس فوافق وكان كمون عضوا فيها…
ولما بعثت محكمة العدلية في الآفاق بنى لها من ماله مبنى مازال يُعرف وإن عبثت به الأيدي…ولكي ينشر التعليم العصري بعث في دار من دور سكناه أول مدرسة قرآنية بصفاقس سماها (التهذيبية)، وعاشت هذه المدرسة إلى عهد الاستقلال، وتخرجت منها أجيال منها جيل والدي وجيلي…

يد كريمة

كان محمد سعيد كمون لسان دفاع عن الفقراء والمظلومين ويدا كريمة للمحتاجين…تزوج أربع نسوة فكلما توفيت زوجة تزوج غيرها، وأنجب من الثلاث الأوليات أربعة عشر من بنين وبنات فأنجبوا ثلاثة وثمانين حفيدا وحفيدة فكان منهم الطبيب والمحامي ونائب الأمة والتاجر والفلاح وكان منهم المناضل…
وقد اعترف الحفيد ماهر كمون لجده بالفضل فألف عن حياته وحياة عائلته وتاريخ صفاقس كتابا نفيسا، هل طالعتموه؟
أنا أسأل وأحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى