صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: أحمد شطورو

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا المواطن الصفاقسي التونسي أحمد شطورو وُلد ليكون مناضلا، صاحب لسان ينطق بالحق ويدافع عن الحق، دون أن يداري ويخشى سلطة بيدها سوط الظلم تسكت به صوت الحق…

خطيب ومُقاوم

هذا المواطن تعلم في مدرسة ابتدائية، وبنجاحه فيها انتقل إلى التعليم الثانوي فكان بين الطلبة خطيبا ضد الاستعمار الفرنسي، ورأيته وسمعته يخطب باسم طلبة التعليم الثانوي في الجامع الكبير في صفاقس مؤيدا صوت الطالب الزيتوني…

هذا المواطن أحمد شطورو ترأس شعبة الطلبة، وتحرك في ثورة 1952…التي عمت الشوارع بالمظاهرات، وبملاحقة المستعمرين تخريبا في أملاكهم وقتلا في الشوارع والجبال…اكتشف المستعمر دور أحمد شطورو في الثورة فألقى عليه القبض، وحاكمه، وحُكم عليه بخمسة عشر شهرا سجنا قضاها بين سجون تبرسق وتونس…

مهام متعددة

خرج أحمد من السجن فرأى أن يثقف لسانه بالقانون فالتحق بالجامعة بباريس، وبعد سنة قضاها نجح في دراسته وتحصل على شهادة الأستاذية في الحقوق..
لما استقلت تونس وتولى المناضل الباهي الأدغم رئاسة الحكومة التونسية ألحقه بديوانه في رئاسة الحكومة…ثم عُين مستشارا ثقافيا بسفارة تونس بباريس، ثم دُعي ليكون وزيرا مفوضا عن تونس في الأمم المتحدة….
عاد أحمد شطورو إلى تونس فانتخب نائبا في مجلس الأمة…وعُين وزيرا للشباب والرياضة مدة…فأغلب الوزراء في عهد بورقيبة لا تطول مدتهم على كرسي الوزارة..

عاد إلى المحاماة

ولذلك لما أعفي أو عزل…عاد إلى مكتبه في المحاماة يؤدي دوره في الدفاع عن الحق بلغة ولسان القانون…وإن لم يرض أصحاب السلطة والسلطان، ولذلك أغضبهم لما دافع عن النقابيين وعلى رأسهم الزعيم النقابي الحبيب عاشور…
ولأن المواطن المناضل أحمد شطورو من دعاة الحق تقدم فكان عضوا في الهيئة المديرة لحقوق الإنسان، وعضوا في لجنة حقوق ال
إنسان…
ألف في آخر حياته وقبل أن يشدّه المرض إلى الفراش كتابا أصدره سنة 2010، سجل فيه مذكراته ومشاهداته ومقاساته في سجون الاستعمار الفرنسي في شهور سجنه بسبب مشاركته في الثورة الوطنية التحريرية بداية من سنة 1952…والكتاب لم يكن محل رضا السلطة التونسية في ذلك العهد إلا أنه أرضى ضمير أحمد شطورو في دفاعه عن الحق…

ودع الدنيا

بعد مرض أتعبه ودع أحمد شطورو الدنيا بما فيها من ظلم وحق فودعه أهله وأحبابه وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى