صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: أعلام من صفاقس (20): الكشّاف التوفيق بن عبد القادر السلامي 1920 ـ 2009

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

…هو أبو الكشافة التونسية، فبعد أن قطع مرحلة في معهد الصادقية انطلق في الثلاثينات من القرن العشرين في الحياة الكشفية، وجعل من مقر سكناه في باب السويقة مركزا للعمل الكشفي…

وفي بداية الأربعينات بعث مع المرحوم المنجي بالي الكشّاف المسلم التونسي، ولأنه أول من دعا إلى انتشار الحركة الكشفية، فقد كوّن في صفاقس أول فريق للجوالة…ولما انتشرت في كل مدينةً فقد أراد أن يحقق مقصد بادن باول مؤسس الكشافة العالمية وهو دفاع الكشاف عن وطنه…

صحيفة سرية

لذلك جمع حوله وفي دار سكنى عائلته نخبة من القيادات، وصنع لهم بوسائل بسيطة مطبعة حجرية بها بعث صحيفة سرية تكتب بطريقة خاصة، وعين لها مندوبا كشفيا في كل مدينة، وفي طرق مدروسة يصل عدد الجريدة لكل نائب…
وفي وقت واحد من الليل محدد توزع الجريدة تحت أبواب البيوت والدكاكين، كما كان هذا الفريق يُلصق على الجدران في كل المدن في ليلة واحدة مناشير تدعو للثورة على المستعمر ولم يكتف التوفيق بهذا فقد وجه فريقا من القادةً للمشرق ليتدربوا في الجيش على السلاح…

أُلقي في السجن

لما قامت الثورة سنة 1952 أُُلقي عليه القبض وأدخل السجن، ووضع في المحتشدات…في عهد الحماية كُلف بتدريس العلوم الطبيعية بالفرع الزيتوني، ثم عُيــّن معلما، ولما استقلت تونس عُيّن ضابطا في الجيش مكلفا بالإعلام، وشارك كضابط في بعثة للكونغو…
وقاد ملتقيات كبرى كشفية، وكُلف بالإشراف على بناء عمارات بحي الزيتونة بصفاقس…ولما تقاعد لزم بيته يرعى عائلته ويصرف الوقت في هواياته الثقافية، ويستقبل أصدقاءه حتى جاء أجله ودع دنياه فودعته القيادة الكشفية بحفل تأبين نشرت فيه كتيّبا بسيطا جمع مقالات عن حياته، فهل بقي بذلك يذكر أم تناساه الناس والكشاف؟
أنا أسأل وأحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى