صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: الصادق جبير

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

الصادق جبير..هذا شيخي…هذا من علمني…هذا الذي يسّر عليّ فهم علم النحو وحببني فيه…هذا شيخي اللطيف الظريف الطيب مع من طلبوا العلم على يديه بالفرع الزيتوني بصفاقس…

هذا الصادق جبير الذي ولد بصفاقس سنة 1906…وتوفي سنة 1969 وعاش بينهما، دخل زاوية المؤدب الإمام الحاج علي المصمودي فحفظ القرآن والكتابة والفقه وعلوم اللغة وحفظ عددا من المتون…

هذا شيخي الصادق جبير، خرج من الزاوية فانضم إلى التعليم الزيتوني بجامع الزيتونة، وقضى أربع سنوات مواظبا على الدروس، مجتهدا، يطالع الكتب بالليل والنهار حتى فاز بشهادة التطويع…

عاد إلى صفاقس

هذا شيخي عاد إلى صفاقس فوجد باب التعليم مفتوحا في وجهه مرحبا، فدخل مدرسة القدماء معلما، ولما غادرها دخل معلما المدرسة القرآنية التهذيبيةً…ولما صدر له أمر عليّ في الإشهاد سنة 1922 ترك التعليم وانتصب مع الشيخ العدل عمر الجربي للعدالة والإشهاد…

مدّرس متميز

هذا شيخي دخل الفرع الزيتوني بصفاقس سنة 1931 مدرّسا متطوعا فجمع بين العدالة والتدريس…هذا شيخي مُنع في أواخر الأربعينات من الجمع بين العدالة والتدريس فاختار التدريس وفيه وإليه تفرغ، وكنت من تلاميذه في دروس النحو والصرف، وهما من العلوم الصعبة لتعدّد أبوابها وكثرة وتداخل قواعدها…ولكنه بطريقته الذكية يسّر لنا الفهم والتعلم والتمكن من علم النحو والصرف في القواعد والإعراب والتصريف..
كان يبعث في تلاميذه الحيوية والنشاط ويُرغّبهم في دروسه بـ لطائفه وطرائفه الذكية التي تكون من صميم الدرس وتُعين على فهم الدرس وتساعد على تطبيق قواعد الدرس ولا تُنسى…

زاملته في الفرع الزيتوني

قد يلتقي في شارع ببعض من كانوا من تلاميذه فيُبادلهم السلام ويُرحب بهم ويسألهم عن أحوالهم…هذا شيخي الصادق جبير الذي سُمي في الفرع الزيتوني معاونا، ثم سُمي مدرّسا وفي أواخر الخمسينات من القرن العشرين كلفت بالتدريس معه في الفرع الزيتوني فكنت أرجع إليه، ومنه أستفيد…

ودع الدنيا

وفي سنة 1960 تقاعد…هذا شيخي الصادق جبير الذي أنجب الشيخ الزيتوني الأستاذ العدل الإمام المناضل سياسيا وثقافيا أحمد جبير ودع الدنيا إلى جنة الخلد سنة 1969 فودعه أولاده وأهله وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فماذا يذكر عنه الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى