صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام كانوا في صفاقس ثم ودعوا: حسونة بن محمد سعيد كمون

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

حسونة بن محمد سعيد كمون…هو الابن الثالث لمحمد سعيد كمون من ثمانية أبناء، ولد سنة 1901…ولما بلغ سنّ الدراسة وجهه أبوه إلى المدرسة الفرنسية العربية، فكان فيها مجتهدا…

ولذلك كان من الأوائل الذين فازوا بالشهادة الابتدائية التي جعلته قادرا على الكتابة والقراءة باللغتين العربية والفرنسيةً

يقرأ ويترجم

بهذه الشهادة كان سندا لأبيه، فأبوه محمد سعيد نائب الأمة في المجلس الكبير في عهد الحماية ومع نوّاب فرنسيين لا يحسن اللغة الفرنسية، وهو في حاجة إلى معرفة ما يدور في بلده وما يُقال ويُنشر في الصحافة وأغلب الصحف لسانها الفرنسي، لذلك كان حسونة ترجمان أبيه، يطالع له الصحف ويطلعه على ما فيها…

أول سيارة

وفي عهد الحماية دخلت المدنية صفاقس بوسائل منها (السيارة)، يقال…إن أول صفاقسي اشترى سيارةً هو نائب الأمة محمد سعيد كمون..اختار لقيادتها وسياقتها ابنه حسونة، ويُقال إنه أول من نجح في امتحان قيادة السيارة، وقد كان كاملا سليم أعضاء الجسم، في كامل شبابه…
لكن شاء القدر أن يصاب الشاب حسونه بمرض في عموده الفقري، ويخضع للطبيب والدواء مدة أملا في الشفاء، لكن الأمل لم يتحقق، فقد انحنى ظهر حسونة، وبقي على ذلك الحال إلى يوم وفاته وهو على حاله صابر يواصل حياته…

فقد كان تاجرا يبيع ويشتري حلي الفضة في دكان مع بعض أصهاره المراكشيين…كان له في الدكان مكان خاص وأريكة خاصة تريحه في جلوسه…
تزوج قمرة المراكشي، وأنجب منها أربعة أبناء، منهم ثلاثة كانوا معلمين وهم: محمد، ومحمود والطيب والرابع حسن الذي اختار طريق التجارة…كما أنجب حسونة ثلاث بنات، وهن: خديجة، ومجيدة، وحسنة…

ودع الدنيا

لما وصل حسونة إلى مرحلة الشيخوخةً تخلى عن التجارة وشارك ولدي الخراط في معصرته لعصر الزيتون…فيها يزور ويتسلى…ولما حان أجله سنةً 1978 ودع دنياه إلى الدار الباقية مودعا من زوجته وأولاده وأحفاده وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فقد سلم الناس من يده ولسانه…
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى