صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس كانوا هنا ثم ودعوا: الحاج محمد بن علي السلامي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا الصفاقسي محمد بن علي السلامي، ولد قبل توقيع معاهدة الحماية بين تونس وفرنسا بسنوات…وتوفي قبل الاستقلال بثلاث سنوات (1953) لصغره لم يشارك في الحرب التي شنّها المجاهدون الصفاقسيون ضد فرنسا سنة 1881…

له كلمة وهيبة

دخل الزوايا وحفظ القرآن وأحكام عقيدته ودينه، نزل إلى الفلاحة في الزياتين التي يمتلكها أبوه…اختلط بمجتمعه، فكانت له كلمة وهيبة، وكانت لـ عائلته صلة بفرع من فروعها يعيش في الإسكندرية، ولها أحباس…
فأنابوه عليها، يستغلها وينفق منها على صيانة مساجد معيّنة ومواجل منها سطحة كبيرة بطريق الأفران فيها عدد من المواجل…كما أنه كان يشرف على صيانة مسجد سيدي الطباع…

حلقات تلاوة القرآن

وفي رمضان يشرف بنفسه كل ليلة على حلقات تلاوة القرآن في هذا الجامع…ولما قرر بورقيبة حل الأحباس الخاصة والعامة، وصار حزب بورقيبة يضع يده على سطحات المواجل الموجودة عبر الطرقات لاستغلالها في بناء نواد للشعب الدستورية، أسرع ابنه الكافي واقترح على المسؤولين تحويل (سطحة السلامي) بطريق الأفران إلى جامع جمعة فوافقوه، وتكوّنت لجنة جمعت المال وبُني الجامع وارتفعت صومعته…وصار يحمل اسم (جامع السلامي)…

كما بقي اسم ابنه الكافي الذي تعلم وتثقف وبرز في كتابة الخط العربي وعلم الفلك، وقدم خدمات كبرى لبلدية صفاقس وجمعية اللخمية عاليا مذكورا، وكان له في تاريخه نضال مع الحق ضد الباطل من أجله تحمل الكافي تعب الهجرة…

ذو شخصية

كان الحاج محمد بن علي السلامي مكتمل الجسم، ذا شخصية، تظهر في فكره وحديثه وعمامته وجبته وبُرنسه وعصاه الجميلة المختارة، كما تظهر شخصيته في سيارته الخاصة التي كانت لقلة السيارات في ذلك العهد معدودة…
أنجب أولادا وبنات يأتمرون بأوامره ويقفون عند نهيه…ولما حان أجله سنة 1953 ودّعوه وودعته صفاقس بحسن الذكر والرحمة…فبماذا يذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى