محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس كانوا ثم ارتحلوا: الرائد التيجاني الكتاري 1926 ـ 2022
كتب: محمد الحبيب السلامي
ولد التيجاني الكتاري بصفاقس، أبوه الشيخ الزيتوني الأزهري الفلكي المدرس الشيخ المرحوم الطيب الكتاري…وجهه أبوه بعد التعليم الابتدائي للتعليم المدرسي…
انخرط في الحركة الكشفية وكان من باعثيها في تونس وصفاقس، وبقيادة القائد الكشاف التوفيق السلامي جمع مع القادة، عبد المجيد شاكر وحامد الزغل وأحمد الفراتي بين النشاط الكشفي والنضال الوطني…
بعثوا جريدة سموها ‘الكفاح’، وكانوا يكتبونها بطريقة خاصة ويوزعونها سرا في كل مكان وفي وقت واحد يدعون فيها الشعب للثورة ضد الاحتلال الفرنسي، ثم تقرّر تكوين فريق عسكريا يقود ثورة مسلحة…
وقع الاتفاق على إرسال التيجاني الكتاري وأحمد الفراتي إلى الانخراط في جيش مصر..سافرا، وامتنعت السلطة المصرية من قبولهم في جيشها، سافرا إلى سوريا وفيها انخرطا في جيشها سنوات ثم عادا…
مدرسة بباريس
وفي العودةً سافر التيجاني إلى باريس ليدخل مدرسة خاصة فى تكوينه في الأشغال العامة والبناء والصناعة…وفي 31 جويلية 1954 يعود التيجاني إلى تونس، يعود في اليوم الذي وعد فيه مانداس فرانس باستقلال تونس داخليا…عُين مهندسا بوزارة الفلاحة…
أول آمر للحرس الوطني
ولما بدت تونس تخطو في طريق الاستقلال عين التيجاني بوزارة الداخلية التي يديرها الوزير الزعيم المنجي سليم، ولما تولى الزعيم الطيب المهيري وزارة الداخلية، بدأ التفكير في بعث الحرس الوطني، وإلى هذه المهمة يدعى التيجاني الكتاري أول آمر للحرس الوطني، يتعاون مع عدد من القيادات الكشفية، ومعهم يكون فرقا يعيــّن فيها بعض من كانوا في المقاومة ويعيشون في الريف…
أسباب عزله..
واستطاع التيجاني أن يبعث في تونس حرسا وطنيا قادرا على قيامه بمهماته وأداء رسالته الأمنية…ولكن وبعد سنوات، عُزل التيجاني وقُدم للمحاكمة باتهامات، وعين بدلا عنه شقيق الزعيم الهادي نويرة…
قيل في أسباب عزله ومحاكمته أقوال، ومنذ سنوات قريبة وقبل وفاته التقيت به في اجتماع لتكريمه كشفيا سألته في لقاء خاص عن سبب عزله فقال: كان ذلك لأنني صرحت مع أحمد الفراتي بأن من المفيد لتونس انسحاب بورقيبة وبن يوسف من سياسة تونس فترتاح تونس من الانقسامات والخلافات وتقود تونس قيادة أخرى موحدة…
ودع ورحل
وبعد سيرة وتاريخ توفي التيجاني الكتاري فودعه أهله وأحبابه والعارفون فضله كشفيا ونضاليا…
رحمه الله وأسكنه في جنة رضوانه: أيها الأصدقاء، أنتم ماذا تضيفون لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟
