صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس ارتحلوا: ثلاثي الفرياني والحاجوجة

Mohamed Habib Sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

صفاقس من عاداتها الشعبية احتفالها في بداية السنة العجمية الموافقة للرابع عشر من شهر جانفي بعادة الحاجوجةً، وذلك بطبخ الفول الجاف وأكله…

وهذه العادة تذكرنا بتاريخ ثورة صفاقس على النرمان، هم شعب أوروبي هُمَج دخلوا من صقلية في القرن الثاني عشر ميلاديا السادس هجريا، واحتلوا صفاقس والمهدية وعاثوا فيها ظلما وفسادا…

ثورة ضد النرمان

في صفاقس قامت الثورة ضدهم بقيادة العالم الجليل الشهيد المرحوم أبي الحسن الفرياني، فلمّا تغلّب النرمان عليهم ووافق قائد النرمان على الهدنة وعد بالخروج إلى صقلية على أن يأخذ من الصفاقسيين رهائن، وكلف الشيخ أبا الحسن على قيادة صفاقس فقال له: أنا رجل كبير غير قادر على تحمل هذه المسؤولية فضمه النرمان إلى الرهائن وعُيّن ولده عمر مقدما على صفاقس…

وصية أبو الحسن الفرياني

وقبل سفر الرهائن أوصى أبو الحسن ابنه عمر بمقاتلة النرمان إذا واتته الفرصة، وقال له: لا تفكر في أمري فأنا رجل كبير يقتلونني اليوم أو أموت غدا…وقرر الشيخ العالم عمر الثورة على النرمان…فنشر أعوانه على بيوت صفاقس يسألون سكان كل دار، أعطونا عن كل رجل في داركم فولة…
فجمعوا الفول…وأعد الخبراء من أعوان عمر في صهريج بالجامع الكبير سلاحا يتمثل في عصا بمؤخرتها خنجر…وزعوا العصي على الرجال واتفقوا معهم على الخروج والمشاركة في حفل فيه الطبل والمزمار والرقص في اليوم الأول من شهر جانفي العجمي، وأعلموهم بكلمة السر إن صاح بها الصائح تبدأ الثورة، و يباغت الثوّار النرمان الذين خرجوا للفرجة فيقتلونهم بخناجرهم…

الحاجوجة

ومن هنا كتب التاريخ هذه الصفحة، وبقيت صفاقس تذكرها باسم الحاجوجة التي فرقت بين أهل الحق والباطل…وبقي الشيخ عمر الفرياني مقدما على صفاقس إلى أن دخلتها دولة الموحدين…وكان الثالث من عائلة الفرياني هو الشيخ الولي الصالح العالم سيدي أبو بكر الفرياني الذي كان أهالي يعودون إليه ويتبركون به فبنى مسجدا، ودُفن فيه، ومازال الجامع قائما، وقد بني خلفه جامع اللخمي الجديد…وفيما يلي صورته القديمةً…

أيها الأصدقاء…اشتهرت في صفاقس قولة تُقال في بداية السنة العجمية وهي (بداية سبعة أفصال، دخول سنة جديدة وخروج سنة قديمة، دخول الليالي السود وخروج الليالي البيض، والحاجوجة…) هذه خمسة عرفتها، أفدتكم بما أعلم فمن يعرف السادسة والسابعة؟ وهل لكم ما تضيفون لنزداد فهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى