صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام دخلوا إذاعة صفاقس ثم ارتحلوا: مصطفى حبيب البحري 1932 ـ 1990

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

في أرض يدور بها البحر…في جزيرة الأحلام..في جزيرة قرقنة ولد مصطفى حبيب البحري، وفيها تلقى بداية نور العلم، انتقل إلى صفاقس وانخرط في التعليم الزيتوني بالفرع الزيتوني، ولما نجح وفاز بشهادة الأهلية سافر إلى العاصمة…

شهادة التحصيل

وفي جامع الزيتونة قضى ثلاث سنوات جمع فيها اجتهادا في طلب العلم، ونشاطا في صوت الطالب الزيتوني واندفاعا مع مشاعره في تأليف قصائد رقيقة جارى فيها ظاهرة الشعر الحر…
تحصل في جامع الزيتونةً على شهادة التحصيل وارتوى في مطالعاته بمقالات وقصائد المشارقة فقرر السفر إلى الأدباء المشارقة…حط رحاله في بغداد، في جامعة بغداد يتعلم ويرتوي ويلتقي بالشاعر العراقي بدر شاكر السياب فيسبح معه في الشعر…
سافر إلى القاهرة التي طالع مؤلفات قادة فكرها وفي نفسه توق ليتتلمذ على عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين فتحقق له في كلية الآداب ما أراد…نال الإجازة في الأدب العربي فعاد بها إلى صفاقس، وفي صفاقس وجد أبواب المعاهد مفتوحة أمامه ترحب به…فكان في قاعات الدروس مدرّسا، ثم كان في بعض المعاهد مديرا من قرقنة إلى صفاقس…

في إذاعة صفاقس

وفي صفاقس وجد في إذاعة صفاقس من يناديه ويقول له ‘نحن في حاجة إلى قلمك، إلى شعرك وأغانيك، وتوجيهاتك فلبى النداء، وأنتج برامج، وأخذ بأيدي الذين دخلوا إذاعة صفاقس ليتكونوا ويتعلموا، ووفر للمغنين والمغنيات قصائد تغنّوا بها ومازلنا نحب أن نتغنى بقصيدة (بلدي) للشاعر الأديب الإذاعي مصطفى حبيب البحري…

من هواة السينما

التقيت به في أواخر الأربعينات بالفرع الزيتوني بصفاقس، كان من هواة السينما فمعه دخلت أول مرة قاعة السينما وشاهدت شريط (لص بغداد) وأنا مندهش، وكان صديقي مصطفى سبّاحا فركبت معه أول مرة سفينة فكان ينزل منها ويسبح تحتها وأنا خائف مندهش….
سمعته وأنا أزور المعهد الذي يديره، زرته متفقدا فكان يشكو من مرض (عرق الأسى) الذي حاول أن يطبّبه بالدواء الشعبي والصيني والعلمي لكنه لم يلق الشفاء بأي دواء…
تقاعد ولكنه بقي على اتصال بإذاعة صفاقس التي أحبته وأحبها…ولما حان أجله ودع الدنيا الفانية إلى الدار الباقية…ودعته أسرته وأحبابه وإذاعة صفاقس، و قرقنة وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر وقد ترك فيها مؤلفات منها كتاب ألفه عن الشابي…
فهل من الأصدقاء من يضيف ويحدثنا عن الأديب الإذاعي مصطفى البحري لنزداد عنه فهما وأنا أحب أن أفهم؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى