صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم أعلام من صفاقس (121): الدكتور أحمد العكروت 1910 ـ 1987

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

يقول الطبيب الباحث رياض عبيد…أول من دخل صفاقس من الأطباء المسلمين التونسيين…الدكتور الحبيب بيار، وهو من القلعة الكبرى، والدكتور أحمد العروسي، وهو ليس من صفاقس وليس هو العروسي الشاهد…

هذان الطبيبان بقيا في صفاقس مدة قصيرة ثم غادراها…فمن هو أول طبيب صفاقسي دخل صفاقس وبقي فيها؟ الجواب الثابت هو (الدكتور أحمد بن الحبيب العكروت)…تلقى تعليمه الابتدائي في صفاقس، وتعليمه الثانوي في تونس العاصمة…

سافر إلى فرنسا

تحصل على شهادة الباكالوريا..وجد من يشجعه على الدراسة في الطب بفرنسا ذلك أن صفاقس في حاجة إلى أطباء من أولادها…سافر وسافر معه الحبيب الرقيق…درسا معا، وتحصلا على شهادة في الطب العام، تزوج الرقيق فرنسية وبقي معها مدة في فرنسا، ورجع أحمد العكروت إلى بلاده فكان أول طبيب صفاقسي بصفاقس…
في سنة 1931 فتح عيادته في نهج ابن سينا قرب العروسين..كان يستقبل المرضى في عيادته، وكان يزورهم في ديارهم…زار مرض الانفلونزا كثيرا من العائلات، وتحول الدكتور العكروت إلى بيوت العائلات، وكم من بيت يجد فيه عددا من المرضى فيكشف على كل مريض ولا يتقاضى أكثر من أجرة مريض واحد…

مناضل ضد الاستعمار

كان له في النضال الوطني مع الزعيم الهادي شاكر دوره ولذلك سلطت عليه السلطة الفرنسية العقاب في ثورة التحرير سنة 1952، بضمه لإخوانه في محتشد تبرسق…كان رجل طب وكان رجل ثقافة…فهو مسرحي، وثقافة المسرح تلقاها من أبيه، وتلقاها بالمشاهدة والمطالعة لذلك شجع الجمعيات التمثيلية، وكان رئيسا للجنة التوجيه المسرحي…
فلا تعرض مسرحية على مسرح صفاقس إلا بتأشيرةً منه، وترأس الفرقة التمثيلية بصفاقس، لما تأسست جمعية اللخمية بصفاقس كان رئيسها ومدرسا في معهدها متعاونا مع الشيخ يوسف خماخم…

عضو في اللجنة الثقافية

وفي الستينات بعثت في صفاقس اللجنة الثقافية فكان عضوا فيها لا يغيب عن جلسة من جلساتها…يُدعى لإلقاء محاضرات في الطب فلا يرفض دعوة، ومن محاضراته موضوع البحث الذي قدمه في كلية الطب بفرنسا، فقد قدم دراسة علمية تحليلية حول (النظافة في الإسلام)…
حدّثهم عن الوضوء والغسل وموجبات الغسل في أحكامها و كيفياتها والحكمة العلمية في كل حركة منها، فنال الإعجاب والاستحسان…كان مغرما بالفلاحة، ومؤسسا ومديرا لبعض الشركات، من هواياته لعبة الورق، لكن واجبه الإنساني الطبي فوق كل هواية فلا يتردد عن زيارة مريض إن كان في مجلس هواياته…

أحبته صفاقس

هذا الطبيب أحبته صفاقس وقدرته، ولما توفي ودعته بالرحمة وحسن الذكر فقد ترك سيرة عطرة وترك أولادا فيهم من اختار الحياة في المهجر وفيهم من بقي في صفاقس، وتونس وكم من امرأة في صفاقس تذكر بالاحترام الأستاذة حياة العكروت المراكشي التي كانت مديرة المعهد الثانوي للبنات بصفاقس…
فبماذا يذكر الأصدقاء الدكتور أحمد العكروت وماذا يضيفون وماذا يعلقون على ما قدمت لأفهم..
فأنا أحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى