محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (115): الحاج محمد الرقيق 1930 ـ 1997

كتب: محمد الحبيب السلامي
كانت المرأة الصفاقسية تحرص على غرس شجرة الحناء قرب برجها، تسقيها وترعاها، وتورق أوراقها مرتين في السنةً…تجففها، وتحوّلها بالرحى دقيقا تعجنه وتطلي به كفيها وقدميها وشعر رأسها كلما احتاجت إلى ذلك في الأعراس وغيرها…
حناء ‘زنوبة’
ولما قل الاعتناء بشجرة الحناء فقد تدخل الحاج محمد الرقيق بعد أن تحصل على الشهادة الابتدائيةً، وتكفل بتوفير دقيق الحناء في أكياس صغيرة وضع عليها علامة وسماها (زنوبة)…
واشتهرت لما غنت صباح أغنية (زنوبة)..بعد سنوات وجد الحاج محمد حضارة أكياس البلاستيك تدخل وتستورد فبادر بتوفير مصنع يصنع فيه أكياس البلاستيك باختلاف أحجامها وألوانها…وأقبل الناس عليها…
سبّاق في الصناعة
وهكذا كان الحاج محمد الرقيق بحسّه الصناعي في الصناعة سبّاقا…هيأ أولاده لحفظ صناعة البلاستيك وتجارتها فوجد في وقته ويومه فراغا ملأه بانضمامه إلى مجلس البخاري يسمع ويفهم ويناقش أهل المجلس في تفسير القرآن ودراسة الأحاديث النبوية…
حتى زاره مرض ففرض عليه البقاء في البيت، ويعالج الداء بالدواء…فلما جاء أجله ودع الدنيا، وودعه أهله وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا تذكره الصديقات والأصدقاء وبماذا يفيدون؟؟
أسأل وأحب أن أفهم…