محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (114): المفكر عبد العزيز الحاج طيب 1929 ـ 2008

كتب: محمد الحبيب السلامي
في الخامسة من عمره ركب عبد العزيز الحاج طيب قطار العلم وفي الذهاب قطع مراحل التعليم الابتدائي والثانوي والعالي بنجاح، وفي الإياب كان في دنيا العلم معلما وأستاذا في التعليم الثانوي والعالي ومتفقدا موجها…
ألّف كتبا
أدرك أن التعليم له وسائل منها الكتاب المدرسي فألف للتلاميذ كتبا في القصة للمطالعة وكتبا في الإنشاد للتربية والتسلية…وألّف كتبا فيها دراسات تساعد التلميذ على الفهم والتحليل والمراجعة…
الطفل يحتاج إلى المطالعة الحرة فنشر له في مجلات الأطفال قصصا وهو منها يختار…قيل: إن الإنسان يولد مغنيا يحب الغناء ولذلك تغني له أمه…ولذلك يغني له المغنون، ولذلك ألف عبد العزيز أكثر من مائتي أغنية وزعها على كل المغنين في إذاعة تونس وإذاعة صفاقس، منهم، علي الرياحي ونعمة والطاهر غرسة وأحمد حمزة وصفوة وصفية الشامية وغيرهم…
وهذا ما لا يعرفه المستمعون لأن الإذاعات تعلن اسم المغني ولا تعلن اسم المؤلف..عيب ليت الإذاعات تتداركه بالإصلاح…
الوعظ والإرشاد
قلم صاحبنا تحرك في الوعظ والإرشاد فأنتج فيه برامج إذاعية، وتحرّك في التمثيل فألّف الكثير من المسرحيات القصيرة والطويلة التي وجدت طريقها للركح، والإذاعات، والتلفزة..
وقد ألفت معه ثلاثين مسرحية رمضانية هادفة عنوانها: (مشاهير العرب)…ولكفاءته انتدبته إدارة الإذاعة والتلفزة لإدارة المسرح مراقبا وموجها.. لأنه أثبت للمؤلفين كفاءته في مختلف مواطن الكتابة والتأليف فقد انتخبوه رئيسا لجمعية حماية حقوق المؤلفين والملحنين التونسيين فقضى فيها سنوات طويلة وفرّ فيها النظام والمال ودعم حقوق المنخرطين دون أن يتقاضى عن ذلك أجرا…
شرّف تونس…
لما رأت سلطة الإشراف في الدولة تحويل الجمعية إلى مؤسسة إدارية وظيفية شارك في إعداد قانونها الأساسي…ولأنه دُعي للمشاركة في اليونسكو والألكسو بفكره وتجربته فقد دُعي لتقديم الرأي من طرف جمعيات حقوق التأليف في أوروبا وأمريكا وروسيا، فشرّف تونس…
لأنه منذ أن كان شبلا كشّافا ففي الكشافة عرفته وكنّا له مع الكشافين: البشير كمون، ومنصف الزريبي ومحسن الخميري الذي ودع الدنيا قبله صداقة أصدقاء في صداقةً تواصلت إلى يوم موته ومع روحه بعد موته…
كنا نتزاور وفي بيته نجد الترحيب من زوجته الفاضلة التي لحقت به بعد سنوات، وقد تركت بنين وبنات بررة تعلموا وأفادوا البلاد والعباد ويمطرون والديهم بالرحمةً…
فكيف يترحم ويعلق الأصدقاء على من قدمت وما قدمت وبماذا يفيدون؟
أسأل وأحب أن أفهم