صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (109): المصور الأول عبد الرحمان الزواري 1924 ـ 2002

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

كان أجدادنا وجدّاتنا يموتون ولا يتركون صورة شمسية لهم تذّكر بهم الأولاد والأحفاد حتى ظهر في عهد الحماية مصورون أجانب فتحوا لهم في صفاقس محلات للتصوير الشمسي…

ستوديو الزواري

هما اثنان..واحد في الشارع الذي يُسمى اليوم شارع الهادي شاكر والثاني في جهة الباب الغربي…لكن الإقبال عليهما محدود…
في أواخر الأربعينات ظهر في مدينة صفاقس، قرب نهج الباي دُكّان جديد جميل عليه لافتة بالخط العريض مكتوب عليها (ستوديو الزواري)…
وكلمة (ستوديو ) كنا نراها على شاشة السينما عند بداية عرض الشريط…هذه حرّكت فضول الناس، وسألوا عن صاحب الدكان فعرفوا أن صاحبه (عبد الرحمان الزواري) وهو مصوّر، تدرّب وتخرّج على يد المصور الأجنبي في صفاقس…

ثقافة الصورة الشمسية

أقبل عليه الشباب، بدأت الصورة الشمسية تظهر في العائلات…شجع عبد الرحمان على ثقافة الصورة الشمسية، اشترى بعض الشبان المصورات…اشتروا شريط التصوير من ستوديو الزواري، وسلموا الشريط بعد التصوير لاستوديو الزواري لتحميضه، فيتحول إلى صور هي في البيوت للفرجة…

وهكذا انطلقت في صفاقس ثقافة التصوير…تحوّل ستوديو الزواري إلى بداية نهج الباي وكان مساعده الذي كان يخرج ليُصوّر الحفلات والاجتماعات الشاب المرحوم (محسن الخميري)…

تصوير أفلام

فكر عبد الرحمان الزواري في مرحلة تصوير أفلام، بدأ بتصوير شريط وثائقي عن صفاقس يقدمه بصوته الممثل الكبير (مختار الحشيشة)، ولقد تم تقديمه على هامش معرض صفاقس عندما كان ينتصب قرب باب الديوان…

وبعيني وأذني شاهدته…لا علم لي بغيره..دبّت الشيخوخة في عبد الرحمان فلزم بيته وقد ترك في مدينة صفاقس محلات المصورين تتكاثر…وفي بيته زرته، وأجريت معه حديثا نشرته في (شمس الجنوب)…
لما حان أجله ودّع الدنيا وترك فيها زوجة فاضلة، وذرية صالحة تعلمت وشرفته بعلمها والمراكز التي احتلتها، كما ترك تاريخا يُشرّف ولا يُنسى، وفي بيوت العائلات صورا قديمة في كل واحدة ذكرى ولذلك مازالت صفاقس تذكره وتترحم عليه…فماذا يضيف الأصدقاء وبماذا يضيفون؟

لذلك أسأل وأحب أن أفهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى