صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (108): الأستاذ مصطفى الفراتي 1926 ـ 1998

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

كان أغلب الناس في صفاقس إذا أصيب واحد منهم أو واحد في العائلة بمرض في أنفه أو أذنيه أو حلقه يتوجه في البحث عن دوائه للطب الشعبي المتوارث عن الجدّات والأجداد حتى ظهر في صفاقس أول طبيب صفاقسي مختص في طب الحلق والأنف والأذنين…

والدته شجعته..

هذا هو مصطفى الفراتي الذي وُلد في صفاقس ووجد الرعاية والعناية والتوجيه في تربيته وتعليمه من أمّه، وبهذه المناسبة نترحم عليها، ووفّق الله كل أمّ في تربية أولادها كما توفقت أمّ مصطفى الفراتي…
قطع مراحل التعليم الابتدائي والثانوي بنجاح، ولما أراد أن يتوجه إلى فرنسا لدراسة الطب شجّعته، ولما وصل إلى مرحلة الاختصاص مدّت يدها له…تخصّص ورجع إلى صفاقس فوجد أمه تستقبله في المحل الذي كانت تسكنه بسوق الفرياني، وفيه فتح عيادته…
وإليه صار المرضى بالحلق والأنف والأذنين يتوجهون ويطلبون الشفاء من الداء…

أستاذ في كلية الطب

بعد سنوات بعث في صفاقس الأستاذ الدكتور المرحوم عبد الحفيظ السلامي أول كلية في الطب…الكلية تحتاج إلى أساتذة جامعيين في كافة الاختصاصات…تهيأ الدكتور مصطفى ليكون أستاذا جامعيا في الكلية…
وفي اختصاصه بتوجيهه العلمي التعليمي تخرّج عدد من الأطباء فتحوا عيادات في صفاقس وفي مدن أخرى…مع الطب ألتزم لخدمة مجتمعه بنشاط طبي اجتماعي فتولى رئاسة فرع الهلال الأحمر بصفاقس…
وفي دار الهلال الأحمر احتضن جمعيات إنسانيةً اجتماعية بطريقة ذكية، فهو يكون عضوا في هيئتها التأسيسية للتوجيه، وهو يفرد لها محلا من محلات الهلال الأحمر لتبدأ في نشاطها…وأذكر له هذا في جمعية رعاية القاصرين عن الحركة العضوية بصفاقس ففي حضنه وحضن الهلال الأحمر تكونت وظهرت حتى أسست دارها…

لما زاره المرض في جسمه بقي يغالبه طبيا طيلة سنوات حتى يواصل نشاطه في خدمة البلاد والعباد وليواصل دوره العائلي مع زوجته في تربية وتوجيه أولاده…ولما حان أجّله فارق الدنيا فودعته أسرته في البيت والكلية والهلال الأحمر وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا يذكره الأصدقاء وماذايضيفون؟
أسأل وأحب أن أفهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى