صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (105): المناضل الشيخ أحمد بن لسود 1928 ـ 2004

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

خلق هذا العلم ليُناضل في وطنه…فبعد أن طوى أحمد بن لسود في التعلم المرحلة الابتدائية دخل مرحلة التعليم الزيتوني بصفاقس وتونس، وفي تونس وهو تلميذ ناضل في جمعية الاتحاد الصفاقسي الزيتوني، وناضل في الشبيبة الدستورية وناضل في الكشافة…

ولما نال من جامع الزيتونة شهادة التحصيل عاد إلى صفاقس ليكون معلما ويتزوج ويواصل النضال في الكشافة، وفي الثورة التحريرية سنة 1952 نزل في يوم من نادي الكشافة ليشارك في مظاهرة ضد المستعمر، فيُلقى عليه القبض، ويُحكم عليه بالسجن في سجن (لامبيز) التاريخي بالجزائر فلا يخرج منه إلا عند الاستقلال…

عاد للتعليم

…يعود للتعليم معلما ثم قيّما عاما بالحي الزيتوني بصفاقس وفيه بروح وطنية تربوية يناضل، يُعين مديرا بالمدرسة الإعداديةً علي البلهوان…
في أيام العطل وأوقات الفراغ نجده مع التلاميذ في المدرسة يناضل…في عهد التعاضد يُنتخب عضوا في لجنة التنسيق الحزبية يتولى ميدان الاقتصاد والمجتمع فيناضل ويُوجه العمال الذين أغلقت في وجوههم دكاكين التجارة ويساعدهم على العمل بشركات كبرى أومصانع…

يترأس بلدية صفاقس

يترشح لمجلس بلدية صفاقس فينجح ويترأسه خمس سنوات كان فيها مع مشاكل العمال والمنطقة يناضل…يدعوه مشروع تبرورة فيقطع به شوطا، يكون صحبه مجلس البخاري فيكون معهم ثم ينفرد في البحث مع صديق واحد عالم، تدق بابه جمعية المحافظة على القرآن الكريم والأخلاق الفاضلة وتستدعيه فيتولى رئاستها سنوات يشجع فيها على حفظ القرآن الكريم، ويدعو إلى تأليف كتاب في أحكام السهو في الصلاة لينشر في المساجد…فيتم التأليف ويقدم لسلطة الإشراف للتأشير عليه فيبقى الكتاب على الرف سنوات قصدا سياسيا…
ويتوفى الشيخ المناضل وتودعه عائلته وأهله وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر وبعد موته بسنوات يتلقى الكتاب التأشيرة ويُوزع بين الناس…
أليس هذا الرجل وُلد ليناضل؟…
اسأل وأحب أن أفهم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى