محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أحمد بن أحمد غربال إمام صلاة التراويح بالجامع الكبير بصفاقس

كتب: محمد الحبيب السلامي
أبدأ فأسأل…ما معنى تراويح؟…أجيب فأقول…تراويح جمع ترويحةً…والترويحةً استراحة…وهذه الصلاة فيها بعد كل أربع ركعات ترويحة، لذلك سميت صلاة التراويح…
متى وكيف شُرعت؟
وأسال: متى شرعت وكيف شرعت؟…عن السؤال تجيب أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول: صلى رسول الله في الليلة الأولى (من رمضان) فصلى معه ناس كثير، ثم صلى الليلة الثانية فكثروا، ثم اجتمعوا الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم….
ولما صلى الصبح قال لهم: رأيت صنيعكم، فما منعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفرض عليكم…من هذا الحديث نفهم أن صلاة التراويح سُنّة مؤكدة وليست فرضا، سنّها رسول الله…وصلاها الصحابة في عهده وبعد ما امتنع الرسول من الخروج إليهم فرادى…وتقول السيدة عائشة: إنه صلاها أربعا أربعا ثم صلى ثلاث ركعات وهي الشفع والوتر….
متى صارت صلاة جماعة؟
متى صارت صلاة التراويح جماعة؟…يروى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه…رأى الصحابة في المسجد النبوي يصلون صلاة التراويح فرادى وجهرية، فاختلطت الأصوات، فاجتهد وجمعهم على إمام واحد فصارت صلاة التراويح جماعية، وكان أول إمام في صلاة التراويح عيّنه عُمر بن الخطاب هو (أبي بن كعب)…
الجامع الكبير بصفاقس
من هنا ندخل إلى الجامع الكبير بصفاقس فنقول: إنه أقدم جامع بني في صفاقس…بُني في عهد الدولة الأغلبية…بُني مع سور صفاقس، بُني سنة 235 هجري 849 ميلادي…
وفي الجامع الكبير بصفاقس نتوقف في رمضان مع أيّمة صلاة التراويح…هم كثر بفضل الله…تداولوا على الإمامة فأدوا الرسالة…رأيت أن أستوقفكم للتعريف بواحد منهم…هو أحمد بن أحمد غربال، هو الذي ولد بصفاقس..هو الذي حفظ القرآن الكريم وتشبّع بقواعد التلاوة والتجويد..هو الذي عرف فقه العبادات والمعاملات…هو الذي حج على رجليه، هو الذي فتح باب التجارة يبيع القماش ملتزما بأحكام الشريعة في المعاملات..
هو الذي لذلك وكل ذلك اختير أن يكون في رمضان يؤم المصلين في صلاة التراويح، فرُوي عنه أنه كان يؤدي صلاة التراويح بعشرين ركعة، في كل ركعة يقرأ ثمنا، وفي نهاية شهر رمضان يختم بالمصلين القرآن دون أن يُخطئ أو ينسى…
وحدثني والدي ـ رحمه الله ـ أن هذا الإمام كان في سنوات الثورة الوطنية وفي منع الجولان ليلا يتحدى سلطة الحماية، ويخرج ـ على كبره ـ للصلاة…فلا يضايقونه…
ودّع الدنيا
هذا الإمام ولد قبل عهد الحماية، ولد سنة 1861 توفي في عهد الاستقلال في 1964، ودع الدنيا الفانية وودعه أهله وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟