رياضة

ماذا جرى في ملعب الفحص….’ذُبحت’ الروح الرياضية…وكادت تزهق أرواح (صور)

في مباراة كرة قدم برابطة الهواة مستوى1 بين نجم الفحص وضيفه بعث بوحجلة وقعت حادثة أليمة ذبحت كل الهدوء الجميل من الوريد إلى الوريد بعد أن كادت تسقط  أرواح بشرية تماما كما تسقط الذبابة يا للعنة الأيام بعد رمي الحجارة والقوارير البلورية والعصي وربما كل أنواع الأسلحة البيضاء على لاعبي الفريق الضيف وبنك البدلاء من اجل افتكاك نقاط الفوز بالقوة أو كما يُقال بـ’الغورة’…

 فكانت الحصيلة إصابات متفاوتة الخطورة من كسر أنف لاحد اللاعبين وإصابة بليغة على مستوى رأس زميله و ‘طريحة’ لاحد الزملاء الإعلاميين التابعين لراديو صبرة آف آم كل هذا حدث بالبنط العريض ولم يحرك السيد الحكم كريم الخميري ومساعديه ساكنا لإيقاف اللقاء وحماية الضيوف.. 

عنف شديد

فما هذا يا هذا؟.. فكل شيء أصبح مباح اليوم في كرتنا.. والوضع الكروي الذي نعيشه  ابعد ما نكون عن هذه المنظومة التي نسميها بالاحتراف التي لها أهلها ولها ناسها ولها رجالها ومحترموها.. نحن لم نطبق من هذا الاحتراف غير اللعب على اكثر من حبل تحت شعار ‘شاشية هذا على رأس هذا’، غير عابئين بقانون اللعب.. حتى أننا نسمع يوميا بكوارث داخل ملاعبنا وصلت إلى حد لابد أن نوقف معه ساعة احترافنا ان لم نقل انحرافنا فورا طالما ملاعبنا دخلتها السكاكين والسواطير والحجارة والقوارير البلورية وطالما  صارت التهديدات على الملأ بلا خوف ولا رقيب. 

أي احتراف؟!

الاحتراف في تونس على شكل أفعى رمونا أمامها وطلبوا منا ألا نخاف منها رغم خطورتها اولا ورغم جهلنا بطريقة مجاراة رقصها ثانيا.. فهل نواصل الزحف نحو المجهول ونحن اكثر الناس ادراكا ان هذا الثوب لم يصنع لنا ام لنتوقف لنراجع حساباتنا ونتأخر قليلا لنقفز افضل إلى الأمام. 

المطلوب اليوم إيقاف بطولتنا التي طالتها عديد الشبهات والتضحية بالفرجة افضل مليون مرة من التضحية بأولادنا ولاعبينا والرمي بهم في نار مستعرة قد تأتي على الأخضر واليابس. 

وخلاصة القول ليس لنا حكام يحكمون بالعدل والقسطاس ولا يهابون خالقهم عند التصفير.. مع تواجد أشباه مسؤولين يتراقصون مثل المجاذيب في الملاعب راغبين في مد وجوههم أمام الكاميرات اكثر من رغبتهم في تهدئة الأوضاع. فالمشاهد الكروية اليوم تصيب بالاسهال طالما لا نعرف كيف نتصدي للقليل حتى نضمن حق الكثير. وبالتالى فلا نسمع غير السبائب والشتائم والاهانات والاعتداءات الجسدية واللفظية. 

وفي المحصلة فإن تفاقم استفحال العنف في ملاعبنا إلى درجة لم يعد السكوت فيها ممكنا بعد أن تجاوزت هذه المشاحنات حدود الفضاءات الرياضية لتمتد إلى الشوارع والطرقات العامة…. 

لذلك فمحاسبة الفريق الظالم والمسؤول المتهور والحكم غير النزيه امر لا مفر منه. 

رضا السايبي  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى