الصريح الثقافي

مؤسسة ‘البابطين’ الثقافية تختتم الدورة (18) لمهرجان الشعر العربي

كتب: شمس الدين العوني

وسط حضور لافت لجمع مهم من الشعراء و النقاد و الأدباء و الكتاب العرب نظمت مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية بالكويت الأسبوع الماضي فعاليات الدورة الثامنة عشرة التي كانت لمناسبة توزيع الجوائز و الاحتفاء بصدور معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والإمارات، وفق احتفاء خاص بالشاعرين ابن سناء الملك و ابن مليك الحموي و ذلك على امتداد أيام جمعت بين الشعر و الدراسات و البحوث النقدية و الطرب و الموسيقى …

دور مؤسسة البابطين

وأقيمت الدورة برعاية أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، حيث نابه للافتتاح وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري حيث أشار الى أهمية الدور الذي تلعبه مؤسسة البابطين و منذ نشأتها في مجالات الثقافة و الابداع على كل الأصعدة المحلية و العربية و الدولية حيث اهتمت بإثراء حركة الشعر العربي ونقده و الجمع في لقاءات و ندوات بين الشعراء والنقاد و أحباء الشعر وفق ملتقيات و فعاليات الى جانب الاصدارات و المنشورات ذات الصلة ومعاجم البابطين للشعر العربي… و ثمن دور المؤسسة في خدمة الثقافة العربية ضمن الاهتمام بالشعر و تاريخه و التراث الشعري العربي الاسلامي وتحقيق المخطوطات الشعرية نشر و دعم البعثات التعليمية في البلاد الإسلامية الأمر الذي يجعل منها منارة في سياق دعم الكويت للثقافة و الذهاب بها الى آفاق مفتوحة نحو العالم…

جمع مواد المعجم

اثر ذلك جاءت كلمة رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية الشاعر الدكتور عبد العزيز البابطين مرحبة بالضيوف مشيرة الى أهمية اللقاء الذي هو بمثابة العرس الثقافي لتكريم الفائزين بجوائز المؤسسة والاحتفال بصدور معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والإمارات و هو عمل موسوعي هام يشتغل على حركة الشعر العربي في الفترة بين سنتي 656 و 1215 هجري (من سنة 1258 إلى سنة 1800 ميلادي) و لأكثر من خمسة قرون طال خلالها التراث الأدبي والحضاري الكثير من التشويه وسوء الفهم ..و ذكر قائلا “..على مدى أكثر من عشر سنوات وبجهود دؤوبة لما يزيد عن 100 أستاذ من نخبة الباحثين والدارسين والأكاديميين و500 مندوب، عملوا على جمع مواد المعجم من داخل الوطن العربي وخارجه حتى يخرج المعجم إلى النور في 25 مجلداً من القَطع الكبير تشتمل على تراجم ونماذج شعرية لنحو 10 آلاف شاعر…و لقد حلمت قبل زمن بعيد ولا أزال، بأن أقدّم للمكتبة العربية موسوعة شعرية شاملة ترسم معالم الشعر العربي وتكشف عن ملامحه واتجاهاته على مر العصور فكان أول ما بادرت إلى التفكير فيه عقب إنشاء المؤسسة إطلاق مشروع المعجم، وكانت البداية مع معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين سنة 1990 وقد صدرت طبعته الأولى بعد خمس سنوات، ولا تزال طبعاته تتوالى …و ربما كان من حسن الطالع أن تبدأ فعاليتنا اليوم وتبلغ ذروة فعالياتها وأنشطتها يوم الثلاثاء 21 مارس وهو اليوم الذي اختارته الأمم المتحدة ليكون اليوم العالمي للشعر، والذي اعتدنا أن نحتفل به سنوياً ومنذ سنة 2008 بمهرجان ربيع الشعر العربي، ويصادف أيضاً يوم الثلاثاء 3 مارس، وهو اليوم الذي حددناه قبل عشرة أشهر موعداً لانعقاد ديوان الشعر العربي بالكويت…”

أهم المؤسسات المختصة بالثقافة


الدبلوماسي والشاعر السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة الحائز على الجائزة التقديرية لإسهاماته في إثراء حركة الشعر العربي تحدث بالمناسبة مشيرا في كلمته الى “…إن مؤسسة البابطين الثقافية تُعدّ واحدة من أهم المؤسسات المختصة بالثقافة العربية في الكويت والوطن العربي..و حملت على عاتقها صون الموروث الثقافي والحضاري وتصويره بما يدفع نحو الإسهام والاستلهام وحماية الشعر العربي والنهوض به …”. و قالت الشاعرة السودانية روضة الحاج في كلمة نيابة عن الفائزين بجوائز المؤسسة “…هذه المؤسسة امتدّ عطاؤها الجزيل على مدى أكثر من 30 عاماً حتى تحولت إلى جسر إنساني…” و شكرت مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية لجهودها في مجالات الشعر ثم قرأت قصيدة من ديوانها ” إذا همى مطر الكلام ” الفائز بجائزة أفضل ديوان شعر ضمن جوائز مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية.. و تم توزيع الجوائز جيث فاز الشاعر عبد الله أمين أبو شميس من الأردن بجائزة أفضل قصيدة عن قصيدته “راحيل ” و من فئة الشباب فازت بجائزة أفضل ديوان الشاعرة آلاء القطراوي من فلسطين عن ديوانها “ساقية تحاول الغناء” وفي فرع جائزة أفضل قصيدة للشباب فاز الشاعر زاهر حبيب من اليمن عن قصيدته “قبضة من أثر الذهول” و كانت جائزة أفضل كتاب في نقد الشعر من نصيب الناقد مصطفى رجوان من المغرب عن كتابه “الشعرية وانسجام الخطاب” و ذلك مناصفة مع الناقد الدكتور أحمد درويش من مصر عن كتابه “استقبال الشعر” و فاز الشاعر الدكتور عبد العزيز خوجة من السعودية بالجائزة التكريمية لهذه الدورة.

جلسات متنوّعة

تتالت أيام الفعاليات لتتزامن مع احتفاليات العالم باليوم العالمي للشعر (21 مارس 2023) وتنوعت جلسات الدورة بين النقد من خلال بحوث و دراسات صلب محور البرنامج و قد تم تقديم 13 بحثاً على صلة بالمعجم وبالشاعرين ابن سناء الملك و ابن مليك الحموي شفعت بنقاشات و مداخلات متعددة منها “معجم البابطين وفضاءات الشعر العربي في المغرب والاندلس، بعنوان حركة الشعر واتجاهاته في المغرب الاسلامي في عصر الدول والامارات. ومعجم البابطين وفضاءات الشعر العربي في مصر وبلاد الشام في محورين و معجم البابطين وفضاءات الشعر العربي في شبه الجزيرة العربية والعراق وبلاد المشرق الاسلامي وحركة الشعر واتجاهاته في شبه الجزيرة في عصر الدول والامارات. و ابن سناء الملك شعره وتراثه الادبي محاور ابن سناء الملك شعره وتراثه الادبي و شعر ابن مليك الحمودي وشاعريته و التشكيل الجمالي في شعر ابن مليك الحمودي…”. هذا وانتظمت ثلاث أمسيات للشعر بمشاركة أكثر من عشرين من الشعراء العرب و دعي المشاركون لمتابعة حفل استثنائي في مضامينه الموسيقية بعنوان ” قصائد مغنّاة ” من تنظيم مؤسسة البابطين و ذلك في الفضاء المعلم الأنيق و هو مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي حيث أبدعت المطربة اللبنانية ولاء الجندي من خلال مجموعة مختارة من الأغاني و منها التي كانت كلماتها للشاعر الباعث و المسؤول عن المؤسسة عبد العزيز سعود البابطين و قد تم ذلك بفرقة موسيقية مميزة قادها المايسترو الموسيقي التونسي المتألق محمد لسود واستمتع الضيوف بفسحة رائقة من الابداع الطربي و الغنائي الجميل…

ترشيح لنيل جائزة نوبل

فعاليات متنوعت اختتمت بكلمة الشاعر الدكتور عبد العزيز سعود البابطين رئيس مؤسسة البابطين الثقافية حيث كانت هناك مبادرة لترشيحه و المؤسسة كباعث لها و ساهر عليها لنيل جائزة نوبل بالنظر للجهود المبذولة للبابطين منذ التأسيس في رعاية و دعم فرع من فروع الشعر الكوني و نعني الشعر العربي …و في كلمته شكر كل الضيوف و المشاركين مذكرا بدور الشعر في حياة الناس و رسالة المؤسسة المتواصلة قائلا “… كالبرق الخاطف مضت أيامُ هذه الدورة التي سعدنا فيها بحضوركم البهي، وملأتْ نفوسنَا الألفةُ بوجودِكُم بيننا في بلدكم: الكويت وفي داركم: مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي . كانت بحوثُكُم ونقاشاتُكُم مصدرَ ثراءٍ وإغناءٍ لعقولنا، وكانت قصائدكم سببًا في بهجتنا وإمتاع أرواحنا. نعدكم بأن نكون دائمًا عند الوعد وأن نواصلَ رحلتَنا مع الإبداع العربي الأصيل، وأن نمضيَ في طريقِنا بالحوار والتفاهم والدعوة إلى السلام العادل.أيها الشعراء توجهوا للمواطن العربي و أفصحوا له عن قناعاتكم الشعرية…و سأبقى على هذا النهج خادما للشعر…”.الوفد التونسي جمع بين الشعر والنقد و تركب من الدكتورة نور الهدى باديس عضو لجان التحكيم و النقد بالمؤسسة والأساتذة عبد العزيز الهمامي و سمية اليعقوبي و كوثر الزين و شمس الدين العوني.. و استقبل سفير تونس بالكويت الأستاذ هشام العجيلي الوفد في لقاء جميل مثمنا المشاركة و نوعيتها بحضور الدكتور التوهامي العبدولي الوزير الاسبق و المدير بمؤسسة البابطين.

تجارب جديدة

و انبثقت عن الدورة توصيات أهمها “.. الاستمرار في السُّنة التي دأبت المؤسسة فيها على تحديث معاجم الشعراء المعاصرين، لاستيعاب الأسماء والتجارب الجديدة و الانفتاح على الأشكال الشعرية الحديثة من جانب، والحقول البينية المتصلة بالشعر من جانب آخر و تعميق الاهتمام بالشعر والشعراء في الثقافات المتاخمة للثقافة العربية و تنمية التلقي العربي للشعر من خلال الفنون الأدائية كالغناء والمسرح و الفنون التشكيلية…و استمرار مبادراتِ المؤسسة في تمتين الوشائج بينها وبين المؤسسات المماثلة في الوطن العربي، ودعمِ المبادراتِ الأكاديميةِ و العمل على ترجمة المعاجم الصادرة عن المؤسسة و إصدار مجلة شعرية ثقافية شهرية تقوي تواصل الشعراء والنقاد مع المؤسسة …” و ثمن المشاركون نجاح الدورة التي ” أقيمت بجهود صادقة ومباركة من الراعي الأول المؤسّس الدكتور عبد العزيز البابطين، وسعادةِ الأمين العام للمؤسسة الأستاذ عبد الرحمن خالد البابطين، وإشراف وتنفيذ مميز من جميع المنتسبين إلى هذه المؤسسة، كلٌّ في موقعه تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد مصطفى أبوشوارب الذي سهر على النشاط و المتابعة بعناية و نجاح ، وإدارته، خلال دورتي التحكيم والاستقبال والضيافة والاختام.دورة جديدة و فعاليات فيها التنوع و الثراء و الابداع و الامتاع و المؤانسة في حضرة البهاء الكويتي مع الشعر و ما اتصل به من المعاجم و البحوث و الموسيقى و الطرب الجميل و حرارة اللقاءات بين تجارب وأسماء فاعلة في المشهد الثقافي و الابداعي العربي .دبي و الشعري في بلاد العرب الشاعرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى