أطلق أهالي جزيرة قرقنة مجدّدا صيحة فزع ونداءات استغاثة هذا الأسبوع مطالبين السّلطات بالتّدخّل العاجل لحماية الشّريط السّاحلي لمواجهة ما أسموه “الخطر الدّاهم” المتمثّل في زحف البحر على اليابسة بسبب التّغيّرات المناخية.
وقد غمرت المياه جزءا كبيرا من الأراضي والمنازل إثر الأمطار الأخيرة وهبوب الريّاح بعدد من مناطق الجزيرة، مثل القراطن والعطايا، واختلطت مياه البحر بمياه الأمطار على اليابسة.
تجاهل
العديد من الأهالي أكّدوا لنا أنّهم لم يجدوا آذانا صاغية من السّلطات التي تواصل تجاهل نداءاتهم منذ سنوات لحماية الشّريط السّاحلي، رغم أنّ الوضع يسير من سيّء إلى أسوأ، والخطر أصبح يهدّد عدّة مناطق في جزيرة قرقنة، وخاصة شاطئي “عجمي” و”بيلاز” اللّذين أهملتهما المشاريع السابقة لحماية الشواطئ من زحف البحر، والتي تبقى بدورها في حاجة إلى التعهد والصيانة وإصلاح الإخلالات التي بدت عليها.
زحف بنسق سريع
على سبيل الذّكر، عبّر أهالي منطقة القراطن عن تخوّفهم من خطر المد البحري الذي يزحف بنسق سريع تجاوز حتى أكثر التقديرات العلمية تشاؤما، مشدّدين على أنّ التدخل الجدي أصبح أمرا عاجلا بالمنطقة، وبجل سواحل جزيرة قرقنة التي تعد من أكثر المناطق في البحر الأبيض المتوسط تأثرا بالتّغيّرات المناخية التي تتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحر.
محمّد كمّون
