صالون الصريح

قرات لكم: أصبحنا لا نعرف الفصول ولا نفرق بينها ..

قرا صالح الحاجة لكم مايلي:
هل من يخبرني كيف مضى الوقت؟ ولماذا لم نعد نلمح منه إلّا غبار قاطرته المسرعة؟ ما عاد بإمكاننا أن نحتسي الوقت تحت شجرة ياسمين، أو نرتشفه ذات سمر فوق سطح بيت على ضوء القمر.

لم يعد الوقت فنجان قهوة أو كوب شاي، العولمة وضعت يدها حتى على الوقت، وحوّلته مشروباً غازياً نعبّه وقوفاً على عجل. كيف وفيروز ما زالت على قيد الحياة، تغيّر العالم في عقدين من الزمن إلى هذا الحدّ، حتى كأنّ تلك الحياة الشاعرية التي غنّتها، والشخصيات الجميلة التي أدّتها في مسرحيّاتها، لم توجد يوماً إلّا في خيال الرحباني؟
كلّ الاختراعات التي حققها الإنسان كسباً للوقت جعلت الوقت يمرّ بسرعة أكبر، حدّ فقداننا بوصلة الزمن، ومتعة العيش الهنيّ. كنّا نستدلّ بالأغاني الخالدة، لمعرفة أحلام الربيع وطيش الصيف وأحزان الخريف وخيبات الشتاء، فأصبحنا لا نعرف الفصول ولا نفرّق بينها، مذ أصبح في أعماقنا ركن لا يتوقف فيه المطر.
شهيًّا كفِراق
أحلام مستغانمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى