فنون

عندما زارتنا لطيفة في مقر ‘الصريح’ واحبتنا وأحببناها …

كتب: سمير الوافي

استمتعت بمشاهدة الفنانة لطيفة العرفاوي مع منى الشاذلي طيلة حوالي ثلاثة ساعات حوارا وغناء…وقد كانت نسبة مشاهدة الحلقة قياسية لأن منى الشاذلي تجاوزت السطح إلى أعماق بعيدة في لطيفة لم يبلغها محاور آخر قبلها…فأخرجت منها أجمل وأنبل وأرقى ما فيها…ووجدنا لطيفة في قمة نضجها فنيا وإنسانيا وعقليا…وتمثل هذا النضج في إتزان تصريحاتها وفي ذكاء إختياراتها الفنية وفي روحها الرهيفة والمرهفة والحساسة تجاه قضايا إنسانية كبيرة…لا تشغل سوى النفوس والعقول الكبيرة…!!

كبار الفن..
التاريخ الفني للطيفة شاركها في صنعه كبار الفن الذين عاصرتهم وتعاملت معهم…من عبد الوهاب محمد الى بليغ حمدي إلى زياد الرحباني إلى سيد مكاوي إلى عمار الشريعي إلى يوسف شاهين وغيرهم…هؤلاء أوسمة في تاريخ أي فنان تعامل معهم إنسانيا وفنيا…وقصة نجاح لطيفة ملهمة وشيقة بلغت اليوم قمة النضج والثقة والثبات…لكن هناك لطيفة أخرى خارج الفن تستحق الإحترام أيضا…هي لطيفة الإنسانة التي قلبها كبيرة ويدها ممدودة حيث ما يوجد فقراء ومحتاجون ومنسيون…فهي تساعد بكل سخاء وتشارك في بناء مدارس وتدعم مستشفيات…وتلبي نداء كل من يحتاجها…وقد فعلت ذلك عدة مرات في تونس دون ضوضاء وأضواء…وشاركت في مقاومة وباء كورونا بتبرعاتها…وهذا الحس الإنساني نادر في الوسط الفني…!!

لطيفة مظلومة…
لطيفة ظلمتها إدارات ثقافية عديدة في تونس…وتعرضت إلى الإقصاء أكثر من مرة…رغم أن آخر ما تفكر فيه عند الغناء في تونس هي الفلوس…فهي لا تريد أن تربح مالا من تونس وعديد حفلاتها كانت خيرية وتبرعية أو مجانية…وهي مصرة على أن تعلّي وطنيتها على كل العوامل الأخرى…ولم تعجّز أي مهرجان ولم ترفض أي مبادرة خيرية…وحتى مهرجان قرطاج قدمت له عرضا ضخما ومبهرا بدون تكاليف مجحفة ولا شروط مادية…لأن شوقها إلى وطنها وجمهور بلادها أكبر من أهدافها الأخرى…لكنهم لم يعاملوها بالمثل للأسف…!!!

حوار البدايات..
لطيفة عرفتها في بداياتي وهي في ذروة النجومية في مصر…عندما أدت زيارة مجاملة إلى مقر جريدتنا الصريح في شقة صغيرة متواضعة في نهج أنقلترا واستقبلها مدير الصريح سي صالح الحاجّة بحفاوة…وقدمني لها وأجريت معها أول حوار في فندق أبو نواس وأنا في العشرينات من عمري…وكانت راقية جدا في مقابلتي وفي حوارها معي…وإلى اليوم أتواصل معها وأحترم وطنيتها وإنسانيتها وذكائها الفني…وحفلها المنتظر في قرطاج بمناسبة عيد المرأة سيكون موعدا غراميا مع الجمهور التونسي بعرض فني تريده لطيفة تعبيرا راقيا عن حبها لوطنها ووفائها لجذورها وجدارتها ببلوغ القمم والثبات هناك…!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى