فنون

عدنان الشواشي يكتب في ذكرى حسن الدهماني: لم يعد لنا مكان في هذه البلاد يا صديقي…

كتب: عدنان الشواشي

اليوم ذكرى رحيلك يا صديقي حسن الدّهماني، يا فقيد الطّرب الخالص والمغاني الأصيلة وأحبّائك من داخل وخارج بيت الفنّ…..

حبيبي حسن، بعد التّرحّم عليك ، أودّ الحديث إليك وإخبارك عن أحوال عائلتنا الفنّية المصابة اليوم بأدواء الشّلل والإحباط و الغارقة ، ” للعنكوش” ، في أوحال الابتذال و النشاز و التّفاهة و العَفَن؟؟؟

صديقي حسن…. السّاحة التي تركتَها لم تعد ساحة مواهب و لا مهارات و لا كفاءات و لا إبداعات… لقد حوّلوها إلى مرتع مستباح مفتوح يجازَى فيه السُّخْف والسَّقَّط و الفظظ و الإنتماء المتملّق المفضوح و يُهَرسَل و يُقهَر ويُذَلّ المجتهد المتألّق الحرّ المتعفّف المكبوح..

صديقي، كل شيء تغيّر..

أذكّرك بتلك الأيّام الخوالي التي كنّا نجوب فيها ، كامل أرجاء البلاد سعيا لإرضاء وإسعاد العباد بأفضل ما لدينا من الفنّ النّظيف الرّائق الخلّاب… صديقي ، لقد تغيّر كلّ ذلك وانتهى ذلك العهد الجميل وأصبح صيفنا راكدا باردا صامتا عاطلا لا حقّ لنا فيه للعمل والحياة ما عدا بعض الإستثناءات القليلة المحظوظة المنتفعة من غنائم الولاءات ومقايضات الإنتماءات ودعم بعض منشّطي تلك الإذاعات و تلك الفضائيات…
هؤلاء ، يا صديقي حسن ، تُفتَح لهم المسارح و تُفرّج المكابح و تُميَّع القوانين وتُلطَّف أو تُزال الإجراءات…

صديقي، نحن نُعاني

صديقي ، أهل بيتك الفنّي الكبير يعانون ، منذ مدّة طويلة ، من لدغات البطالة ومتاهات الشكّ والخوف من مآلات ظروفهم الحالية التعيسة الخانقة اللّبيسة ..
كلّ ذلك يحدث اليوم و أكثر ، ولا أحد من أصحاب القرار يهتمّ بما هم فيه عالقون ومنه يعانون، لأنّ الفنّ ، بالنّسبة لهم ، من الكماليات الزّائدة و الألعاب التّافهة والعبث و المجون!
صديقي ، لم يعُد لنا ، في هذه البلاد مكان شاغر مريح نعمل فيه و نبدع و نستريح ولا بصيص فرصة لإثبات وجودنا وإبراز أعمالنا و نشرها بين النّاس .
رحمك الله يا صديقي حسن وأراحك من عذابات وكوابيس هذه الحياة الدّنيا الفانية المتقلّبة…
مثلك لا يُنسى يا غالي … أنت في القلب والذّاكرة إلى أن نلقاك، إن شاء الله ، ونرتاح بجانبك من كلّ هذه المظالم والمصائب والمتاعب و التّرّاهات.
صديقك الوفيّ المحبّ عدنان..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى