ظواهر مناخية غريبة تجتاح تونس..شاهقة مائية و’اختفاء’ فصول..خبراء يعلنون القادم..

تشهد تونس في الفترة الأخيرة ظواهر مناخية تعدّ غريبة وغير مسبوقة، ففي خليج الحمامات ظهرت
شاهقة مائية تكوّنت وتقدمت بسرعة كبيرة داخل البحر، دون أن تصل إلى الشاطئ وذلك أوائل شهر نوفمبر الجاري..
وفي السياق ذاته نعيش تقلبات جوية ملحوظة في الطقس ودرجات حرارة غير معتادة في شهر نوفمبر حتى أن بعض خبراء المناخ يؤكدون أن فصولا مثل الخريف والربيع تتجه نحو الاختفاء في تونس!
هذا وقد أفاد خبراء المعهد الوطني للرصد الجوي، في تفسير علمي للظاهرة الجوية والمتمثلة في الشاهقة المائية التي شهدها خليج الحمامات، الجمعة 8 نوفمبر 2024، بأنها تتكوّن في البحر فوق المياه الدافئة وعندما تكون العناصر الجويّة ملائمة لظهور السحب الركامية.
وأوضح بلاغ نشره المعهد،أنه نتيجة للتفاعل بين التيّارات الهوائية الدافئة والصاعدة والهواء البارد النازل من هذه السحب الركامية، يتشكل عمود مائي دوار ويظهر في شكل قمع يمتد من سطح الماء إلى قاعدة هذه السحب حاملا معه الكثير من البخار و القطرات المائية.
ويبلغ متوسط قطر عمود الماء حوالي 50 متراً ويتحرك بسرعة قد تصل في بعض الأحيان إلى 80 كلم/س.
وتستمر الشاهقة المائية عادة لفترة قصيرة تتراوح بين بضع دقائق إلى أقل من ساعة كما أنّها تفقد قوتها وشكلها الدوراني كلما غادرت المسطحات المائية واتجهت نحو اليابسة.
أحداث سابقة
ولفت المصدر ذاته إلى أنّ تكوّن هذه الظاهرة الجوية ليس استثنائيا وحدثا نادرا بسواحل تونس، إذ تمّ تسجيل شاهقة مائية بسواحل جربة يوم 12 أكتوبر 2018 وكذلك بـ سواحل بنزرت يوم 11 نوفمبر 2021 وسواحل صفاقس يوم 20 مارس 2022…
تغييرات كبرى في الطقس
هذا بالاضافة إلى أننا نعيش منذ فترة على وقع تغييرات كبرى في الطقس من خلال درجات حرارة مرتفعة وغير مطابقة للفصول، ففي شهر نوفمبر الذي يعد أولى مقدّمات الشتاء، تراوح درجات الحرارة الصيفية مكانها!
وتشير أحدث الدراسات المناخية إلى وجود اختفاء تدريجي للفصول المعتدلة وهي الربيع والخريف، حيث أنّ درجات الحرارة المسجلة خلال هذه الفترة هي أعلى من المعدّلات العادية بما بين 4 و6 درجات..
ويعتبر خبير المناخ حمدي حشاد أن هذه الظاهرة لها تأثير مباشر على العديد من العوامل المناخية الأخرى على غرار التساقطات التي يتمّ تسجيل تراجع متواصل في الأرقام الخاصة بها، هذا بالإضافة إلى التأثير على انتاجية بعض المحاصيل والتي تعتبر مهمة بالنسبة للعائدات الإقتصادية للبلاد التونسية، مشدّدا على أنّ هذه التغييرات المناخية تشمل مختلف دول العالم.
وأضاف الخبير حشاد بالقول أنه رغم تسجيل انخفاض في درجات الحرارة إلاّ أنّه من المنتظر أن تكون قريبة من المستويات العادية خلال الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر الحالي أين من المنتظر أن تكون الأرقام المسجلّة ملائمة لفصل الشتاء القادم خلال أسابيع قليلة..
متابعة: سامي .ح