صلاح الدين المستاوي يكتب: رمضان شهر التراحم والمواساة..

كتب: محمد صلاح الدين المستاوي
رمضان شهر الصيام وشهر القرآن وهو أيضا شهر المواساة والمواساة من هدي الاسلام، أمر الله به عباده المؤمنين والمواساة منها ما هو واجب على المسلم الذي أفاء الله عليه من فضله ووسع عليه في رزقه فجعل الله فيه ومنه نصيبا لمن حوله من إخوته المؤمنين..
يقول جل وعلا: (الذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) وجعل الله ذلك ركنا من اركان الإسلام الخمسة قال جل وعلا: (أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)..
البذل والعطاء
لم يقتصر الإسلام على المواساة الواجبة وهي الزكاة عندما يبلغ المال النصاب ويحول عليه الحول فندب المسلم الى البذل والعطاء سرا وعلانية ابتغاء لوجه الله ووعد الله بالاجر الجزيل والثواب لمن ينفقون أموالهم في سبيل الله..
وفي كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نصوص عديدة تحث على البذل والعطاء مُبَشِرة من يبذلون أموالهم بجزيل الثواب تجسيما للأخوة بين المؤمنين (إنما المؤمنون إخوة) وتجسيدا للرحمة والتراحم التي وصف بها الله المؤمنين (رحماء بينهم)، وقد شبهّهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى..
شهر التراحم
رمضان شهر التراحم وهو شهر المواساة، يضاعف الله فيه الاجر والثواب لمن يبذل في سبيل أمواله ويتصدّق بها على من حوله من الفقراء والمحتاجين وحثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين للصائمين الذين من يفطرون الصائمين يبشرهم بأن يعطيهم اجر أولئك الصائمين يقول عليه الصلاة والسلام ( من فطر صائما كان له أجر الصائم دون ان ينقص من أجر الصائم شيئا، قال عليه الصلاة والسلام أنه ينال هذا الأجر (من فطر صائما على حبة تمر او مذقة لبن أو شربة ماء)
كل ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجعل جميع أفراد المجتمع ينخرطون في البذل والعطاء ابتغاء للأجر والثواب..
رحمة من السماء
إن رمضان هو شهر المواساة والتراحم وهما خصلتان إذا تحلى بهما المسلمون والتزموهما في رمضان وفي بقية أيام حياتهم يستحقون بهما مرضاة ربهم ورحمته فالراحمون يرحمهم الرحمن ورحمة من في الأرض يستحق المتصف بها رحمة من في السماء.