الصريح الثقافي

صفاقس: الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا يصنع الحدث… وهذا ما دوّنه مختار اللواتي (صور)

استضافت مدينة صفاقس هذا الأسبوع الكاتب الرّوائي الجزائري محمد مولسهول، المعروف أدبيا باسم ياسمينا خضرا، وقد مثّلت هذه الاستضافة حدثا ثقافيّا راقيّا ومتميّزا بالنّسبة لجانب من أهالي عاصمة الجنوب.
أعداد هامّة من المهتمّين بالشّأن الأدبي والثّقافي سجّلت حضورها بالمسرح البلدي بصفاقس مساء يوم الأربعاء 11 جانفي لمواكبة هذا الحدث والإحتفاء بالكاتب ياسمينة خضرا ضمن صالون أدبي فكري تمّ خلاله استعراض تجربة الكاتب الجزائري محمد مولسهول، وأساسا أحدث إصداراته، .« Les Vertueux »
هذا الحدث أشرف على تنظيمه نادي International INNER WHEEL بالتعاون مع بلدية صفاقس.

تدوينة قيّمة

الإعلامي المتميّز، الصّديق مختار اللواتي، نشر تدوينة قيّمة على حسابه على الفايسبوك خلال اللّيلة الماضية سلّط من خلالها الأضواء على هذا الحدث وعلى بعض أعمال الكاتب الرّوائي ياسمينا خضرا.

في ما يلي التّدوينة:

“وعدت مساء أمس بالعودة إلى حدث الاحتفاء بالكاتب الروائي ياسمينة خضرا بالمسرح البلدي بصفاقس، ها إني أفعل الآن، وأضيف إلى ذلك مناسبة أخرى ملحقة أو مكملة للأولى. ولكن دعوني أتحدث عن مناسبة الاحتفاء التي جرت مساء الأربعاء.

في هذا المجال لي ملاحظتان، أولاهما أن الجمهور الغفير الذي عبّأ جميع كراسي مسرح مدينة صفاقس كان غالبه من اليافعين واليافعات والشباب، فيما الكهول والشيوخ مثلوا النسبة الأقل. وقد طبع جمعُ اليافعين والشباب فضاء المسرح بأجواء من الفرح والاحتفال في تفاعلهم مع كلام الضيف الجزائري عند حديثه عن حياته وعن مسيرته، بدءً من العمل في صفوف الجيش الوطني الجزائري لنحو ثلاثين عاما، ووصولا إلى إبداعاته الروائية التي تُرجمت إلى أكثر من خمسين لغة، والتي حققت له شهرة واسعة في مختلف أرجاء المعمورة، كما تم تحويل عدد منها إلى أفلام سينمائية.

ثانية الملاحظتين أن الإقبال على اقتناء أحدث ما كتب ياسمينة خضرا، وهو رواية “الأخيار Les Vertueux” كان كبيرا واحتُسب بالمئات. وهذا في حد ذاته مظهرٌ إيجابي مفرح في خضم واقعٍ اقتصادي متردٍ وتوترٍ اجتماعي، شكلا معاً أزمة حادة في البلاد مست جميع شرائح المجتمع التونسي.

وقد عكست الصور التي التقطتها الزميلة عايشة بيار من إذاعة صفاقس زخم الحضور الجماهيري للقاء الأديب ياسمينة خضرا والإقبال على اقتناء روايته الأجد أو الأحدث. وقد استعنت ببعضها في تأطير هذه التدوينة، كما يظهر أسفلها.

أما الحدث الثاني الذي اعتبرته مكملا لمناسبة الأربعاء، فقد تمثل في عرض شريط سينمائي منقول من رواية للكاتب ياسمينة خضرا، عنوانه”Ce que le jour doit à la nuit” . وقد أدرج عرض هذا الشريط ضمن نشاط نادي الطاهر شريعة لسينما الشباب، بمركب محمد الجموسي الثقافي بمدينة صفاقس، وتابعة جمهور غير قليل.

وإن كانت أحداث الفيلم تدور بين زمن اندلاع الثورة الجزائرية المسلحة ضد المستعمر الفرنسي في الخمسينات من القرن الماضي إلى حين تحقيق النصر والاستقلال، إلا أن المفاصل الرئيسية أو الروابط الأساسية بين تلك الأحداث قد تمثلت عرض وتشريح العلاقات الإنسانية على تنوع شخوصها في تشابكها وصراعها وما يتشنّج بينها من حب أو كراهية في ضوء موقع كل شخصية من شخوص الفيلم في الجانبين الوطني والاستعماري. فكانت علاقات ودية حينا ودرامية أحيانا ومتكسرة متقطعة في كثير من الأحيان. وهو ما أضفى على الفيلم بعدا إنسانيا لا يقف عند الحدود الجزائرية ولا يتقيد بالفترة الزمنية التي دارت فيها أحداث الرواية والفيلم.

ولعل هذه هي من عناصر نجاح ورواج روايات ياسمينة خضرا جميعها في مختلف أرجاء المعمورة.

متابعة: محمّد كمّون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى