صدرت حديثا في تونس عن دار الشنفرى للنشر مجموعة شعرية جديدة للشاعر التونسي “غازي لغماري” بعنوان “الرجل الذي دسّ قلبه في جيب معطفه” بغلاف للفنان السوري “رامي شعبو”.
وقعت هذه المجموعة في 104صفحات، قياس 12/21سم، متضمنة أكثر من خمسين قصيدة تحت عنوان شامل لها هو”التغريد وحيدا داخل قنينة مكسورة”و23مقطّعا تحت عنوان”عدم يطلق عيارا ناريا في رأس الوجود” وسبعين شذرة تحت عنوان”العودة إلى فردوس العبث”.
ولئن فتحت هذه النصوص أكثر من نافذة على نزعة سورياليّة، إلّا أنّ الشاعر من هذه العناوين العتبات يوغل بنا إلى عالمه العدمي العابث الذي يشفّ عن روح جريحة تحاول إخفاء نواحها ببوح احتجاجي وبنبرة بذيئة أحيانا.
نقتطف هنا من أجواء هذه المجموعة:
“الرجل الذي انتحر في الحمّام
صار صابونة ذائبة
انزلقت قدمُ زوجته عليها
عند دخولها إلى الدشّ”
“في البار
يحملك الموت وخليلته الحياة من ذراعيك
ويشربانك جرعة واحدة
طعمك حامض ومرّ
ثمّ إنّك لست مسكرا،
لست مسكرا إطلاقا”
“الزغاريد تتحلّق حوله وتطرحه أرضا
ثمّ تنظر إليه تلك النظرة السيئة الدونيّة
وتبصق في وجهه وتنفضّ.
يحاول جاهدا الوقوف ويرفع رأسه عاليا ويقاتل
يقاتل بضعف
يقاتل برفق
يقاتل بتمهّل
يقاتل ببطء، ىببطء شديد
يقاتل وهو متوقّف عن القتال.
يقاتل وقد أُغمِيَ عليه
يقاتل وهو في غفوة
يقاتل وهو نائم
يقاتل وهو يحلم بالزغاريد”.
المجموعة متوفرة بثمن 15دينار تونسي للنسخة الواحدة في العاصمة التونسية، بمكتبة “المعرفة” – ساحة برشلونة، وبمكتبة “بوسلامة”-باب بحر.
وفي مدينة أريانة بمكتبة “العيون الصافية”-شارع أبي لبابة الأنصاري بالمنزه السادس، وبمكتبة Copie – حيّ النصر.
