صالون الصريح

شيخنا المختار السلامي: ذكريات عنه …وحوار معه باقتراح من صالح الحاجة..

slaheddine Mestaoui
كتب: محمد صلاح الدين السلامي

شيخنا محمد مختار السلامي رحمه الله درسنا مادة الدراسات القرآنية في الكلية الزيتونية في السبعينات كان يعد درسه اعدادا جيدا وهو من رسمني عندما تخرجت من الكلية الزيتونية.

ولما تولى خطة الإفتاء في ثمانينات القرن الماضي ( وكان ذلك بترشيح من سلفه فضيلة الشيخ محمد الحبيب بلخوجة رحمه الله الذي رشحته الحكومة التونسية لتولي الأمانة العامة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة وكان المرحوم الحبيب الشطب آنذاك هو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي) وتولى الشيخ محمد مختار السلامي الإفتاء، كان زمن تولي الأستاذ محمد مزالي رحمه الله الوزارة الأولى وهو أيضا من سماه متفقدا للتربية الإسلامية لما كان وزيرا للتربية لما غادر الشيخ السلامي الكلية الزيتونية مغاضبا الخلاف الذي وقع بينه وبين القائمين عليها…!
كانت صلة الشيخ السلامي رحمه الله عند اوليه الإفتاء بالمنتديات والهيئات الاسلامية محدودة وقد شكى لي من ذلك (وطمأنته بان ذلك وقتي بحكم ما اعرفه عن كيفية تعامل هذه الهيئات التي ظللت على صلة بها بعد وفاة الشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمه الله )
. وبطلب من الصديق صالح الحاجة الذي كان رئيس تحرير جريدة الصدى والذي أوكل اليّ الاشراف على ملحق ديني أسبوعي أجريت مع الشيخ السلامي حديثا مطولا في أكثر من حلقة قدمته فيه بتقديم جميل سر به أيما سرور تضمن الحوار في قضايا دينية عديدة في: الاجتهاد والنوازل وو وكان ذلك في إطار تلميع صورة الشيخ والتعريف به في الداخل والخارج ومن ذلك. ان هذا الحوار أعدت نشره في مجلة البلاغ الأسبوعية التي كانت تصدر في الكويت والتي كنت ازودها بمقالات وتحقيقات وحوارات اسبوعيا مثلما كنت اقوم بذلك مع جريدة المدينة التي تصدر بجدة وكان يشرف على مكتبها في تونس الاخ محمد علي القليبي .( كل هذا الرصيد الثري موثق ومحفوظ عندي في الصحف و المجلات التي نشر فيها وتضمن الكثير منه موقع( الإسلام: حقائق وأعلام ومعالم) الالكتروني الذي انشانه ويتضمن مئات المقالات وآلاف الصفحات التي عممت الإفادة بها على أوسع نطاق حسبةلله وخدمة للأمة ودبنها معتمدا في ذلك على امكاناتي الذاتية على تواضعها. والحمد لله على توفيقه…
ما لبث الشيخ السلامي رحمه الله ان أصبح من ابرز المشاركين في في المنتديات والمؤتمرات رصيده في ذلك ما مضى فيه من تفرغ كامل لما تقتضيه خطته من تمكن في مجال اختصاصه وهو الفقه وأصوله والشريعة ومقاصدها والتفتح على ما استجد في حياة الناس من نوازل( مالية وطبية واجتماعية) وبما هيأ له تكوينه الزيتوني المتين الذي تلقاه في مختلف مراحل تحصيله العلمي وما إضافته له مسيرته التعليمية كأستاذ في الفروع الزيتونية والمعاهد. الثانوية وفي الكلية الزيتونية عندما انتدب التدريس فيها. ضمن مجموعة من خيرة شيوخ الزيتونة الذين كانوا يدرسون في التعليم الثانوي وقد بدا الالحاق لهؤلاء الشيوخ في عمادة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور وتواصلت في عمادة الشيخ الحبيب بلخوجة رحمهما الله و تولى الشيخ السلامي بعد ذلك خطة التفقد لمادتي التربية الإسلامية والمدنية في المعاهد الثانوية وهي المرحلة من حياته الوظيفية التي سبقت توليه خطة الإفتاء.
و قد هيات خطة الإفتاء للشيخ السلامي الحضور والمشاركة في عديد المؤتمرات والملتقيات الإسلامية والعضوية لعديد الهيئات الإسلامية والتي منها مجمع الفقه الاسلامي الدولي ممثلا رسميا لتونس والذي كان فضيلة الشيخ محمد الحبيب بلخوجة رحمه الله امينا عاما له لما يزيد على عشرين سنة كان فيها الشيخ محمد مختار السلامي عضدا له ومعينا له فيه مثله مثل أصحاب الفضيلة محي الدين قادي وكمال الدين جعيط ومحمود شمام والطيب سلامة رحمهم الله جميعا.
وشيئا فشيئا لفت الشيخ السلامي اليه الانظار فوقعت الاستعانة به والاستفادة من علمه من طرف عديد الهيئات الشرعية ( بيوت الزكاة والبنوك الإسلامية ومنظمات الطب الإسلامي وغيرها) ليكون مستشارا شرعيا ومشاركا في أعمال مؤتمر انها وندواتها بما يعده من بحوث علمية جادة. رحمه الله وأجزل مثوبته./

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى