فنون

رحل فيصل رجيبة الفنان…فلا هو في حياته طال ‘عنبة’ ولا ‘جابولوا بعد رحيله عنقود’

متابعة: الأمين الشابي

بعد إحياء الذكرى الأولى لرحيل الفنان فيصل رجيبة منذ أسابيع، وذلك في إطار الدورة الأخيرة لأب المالوف البنزرتي خميس ترنان، أردنا الوقوف على حقيقة المثل العامي الذي يتكرر على الألسن كلما رحل فنان…

هذا المثل يقول ” عاش يتمنى في عنبة مات جابولوا عنقود »، أردنا أن نختبر مدى صحّة هذا المثل على واقع الراحل الفنان فيصل رجيبة الذي غادرنا منذ سنة.

وعليه، وبعد الاستئذان، قصدنا عائلة المرحوم، لتستقبلنا أرملته السيدة ثريا جالطة رجيبة ونجلها الذي لم يتجاوز سنّه الـ 18 سنة وهو تلميذ بالمرحلة الثانوية.

انتشاء ونخوة بمسيرة فقيد الأغنية التونسية

بعد استقبالنا بكل ترحاب بأحد أحياء بنزرت، و اعلامها بسبب زيارتنا، والمتمثلة – تحديدا- في معرفة إن طال العائلة ولو البعض من عنقود العنب بعد رحيل الفنان فيصل رجيبة؟ خاصة وهو العائل الوحيد لعائلته ـ المتكونة من 3 أبناء، بنتان و ابن، – باعتبار وأن أرملته لا تعمل وليس بالتالي لها مورد رزق…

1

بكلمات ممزوجة بالنخوة والانتشاء لما قدمه زوجها الفنان فيصل رجيبة من غزير الأغاني والألحان الجميلة وما حصده من جوائز محلية ووطنية وعربية، فضلا عن مسيرة حافلة في مجال الأغنية التونسية الصرفة، انطلقت أرملة الفنان في ذكر كلّ مناقب الراحل الفنّية والغنائية. بل لاحظنا وأنّها كانت تحتفظ بكل المقالات التي صدرت في الصحافة الوطنية والعربية وحتى الأجنبية حول مسيرة زوجها الفنان فيصل رجيبة وكل تلك الجوائز التي تحصل عليها في مسيرته.
مؤكدة عن تحوزها عن الكثير من الأسرار، خاصة وأنّها كانت عبارة عن مديرة أعماله ومتابعة لكل الحركة الغنائية منذ انطلاق مسيرته الفنية. ولكنها، ربما بسب التعفف، لم تتطرق إلى الوضع الاجتماعي لعائلتها بعد رحيل فيصل رجيبة الفنان، ولكنه أيضا الزوج والأب والعائل.

عائلة في مهب الريح

بعد هذا، بادرتها، تألق الفنان فيصل رجيبة وابداعه الكل يعرفه ومشاع لدى محبيه ووسطه الفني ولا يخفى على أحد، ولكن كيف وضعكم الاجتماعي بعد رحيله وما مدى انطباق المثل العامي القائل ” عاش يتمنى في عنبة، مات جابولوا عنقود” هل نالكم نصيب من هذا العنقود؟

تنهدت، ثمّ صدعت بواقع مرير تعيشه مع العائلة بعد رحيله.. قالت حتى قبل رحيله لم تكن لـ فيصل مهنة معينة و لا منحة قارة..باعتبار أنّه لسنوات خلت، كان يعاني من وضع صحي مزمن يتمثل في قصور في الكلى وما يعنيه ذلك من عمليات دورية لتصفية الدم…
هذا الوضع الصحي، أنهكه وأتعبه كثيرا في حياته، إلى درجة أنّه لم يتمكن من وضع مهني مريح على مستوى وزارة الثقافة، سوى عبر عقود التنشيط بنظام الحصة كلما أحيى حفلات هنا وهنالك؟ مردفة، وبالمناسبة لا يفوتني أن أتوجه بالشكر لكل من الوزيرين الأسبقين للثقافة وهما السيد محمد زين العابدين والسيدة حياة قطاط القرمازي لما قدماه من مساندة للراحل دون أن ننسى التسهيلات من قبل الإطارات الإدارية في فترتهما، سواء في حياته أو حتّى عند تعمّق وضعه الصحي. و ” الخير اللي ما تقدّر تردّو عدّو « …

ما المطلوب الآن؟

فأجابت، بداية أريد أن أوضح وأنّ المرحوم كان يتم اقتطاع نسبة معينة من المبالغ التي يتحصل عليها في إطار هذه العقود. وبالتالي، قدمت ملفا لوزارة الثقافة، بغرض إيجاد صيغة لوضعيته للحصول على منحة عبر الطرق والإجراءات القانونية…ولكن وبعد مرور سنة من رحيله لم أتحصل إلاّ على وعود لم تفض إلى أي نتيجة؟
وهذه مناسبة لمناشدة وزيرة الثقافة الحالية السيدة أمينة الصرارفي لحلحلة هذا الملف باعتبار وضعنا الاجتماعي؟ وثانيا، ننتظر لفتة كريمة كذلك من وزارة الثقافة ولم لا مندوبية الشؤون الثقافية ببنزرت لمساعدتنا على إحداث مهرجان موسيقي يحمل اسم المرحوم فيصل رجيبة.. وأخيرا شكرا لجريدة الصريح أون لاين لوقفتها معنا والسؤال على أحوالنا وشكرا لك أنت على هذه الحركة النبيلة التي بالفعل تجعل الفنان دائما حيّا لا يموت، لا عبر رصيده من الأغاني والألحان بل وأيضا عبر احياء اسمه والسؤال على عائلته.

وهنا، نختم بسؤال نتوجه به إلى القراء الكرام وكلّ ما يهمّه الأمر، هل مثلنا العامي ” مات يتمنى في عنبة، مات جابولوا عنقود ” ينطبق على وضع الفنان الكبير فيصل رجيبة؟ بل نقول و أنّ هذا الفنان ” لا هو طال في حياته “عنبة” و لا جابولوا عنقود بعد رحيله”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى