متفرقات

حملة واسعة تدعو المغاربة الى عدم الزواج بالنساء الموظفات!

دون سابق انذار،ودون سبب مباشر أو حادثة معينة، اللهم اذا كان رد فعل على حملة “نسائية” سابقة كان عنوانها “مغربيات ضد الزواج من (الرجال الفقيرين) الفقراء”.. انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، حملة وصفها البعض بأنها “تحريضية” تستهدف النساء العاملات، شارك فيها الكثير من المغاربة، عبروا من خلالها عن موقفهم من الزواج من المرأة الموظفة.
وأطلق هذه الحملة أكثرُ من 57 ألف شخص،من خلال إنشاء مجموعة مغلقة على منصة فيسبوك، تحت اسم: “مغاربة ضد الزواج بالموظفات، لكن بعد ثلاثة أيام فقط، ستعرف طريقها الى الانتشار مغربيا وكذلك عربيا”.
وأثارت هذه الحملة جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي في المغرب؛ حيث اعتبرها البعض -خاصة النّساء- “حملةً لإهانة المرأة المغربية العاملة.
وانتقد موقع “هوية بريس” المحافظ، الحملة، التي أطلقها بعض الشباب الطيبين في الأيام الأخيرة لمقاطعة الزواج بالموظفات (مغاربة ضد الزواج بالموظفة)؛ وقال ان من شأن ذلك اثارة “زوبعة وفتنة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي رجالا ونساء، بل وصل لهيبها لبعض الدعاة والمتخصصين مع الأسف”.
وأضاف الموقع،أنه “لا شك أن مهمة الدعاة لا تعدو الدعوة إلى الله والإرشاد للخير بالتي هي أحسن للتي هي أقوم بالرفق والكلمة الطيبة والأسلوب الحسن بعيدا عن التخويف والوعيد، والتهديد فضلا عن إطلاق حملات تستهدف طائفة كبيرة من النساء حقها علينا التوجيه والرحمة والبيان”.
وخلفت الحملة،نقاشات ساخنة حول موضوع الزواج من موظفة، اذ اعتبر مؤيدو الحملة، أن قبول بعض الرجال الزواج من موظفات،فيه انتقاص كبير لـ”رجولتهم”، معززين طرحهم بروايات وحكايات يتقاسمونها مع باقي المتابعين، في محاولة منهم للفت انتباههم إلى جوانب مختلفة من الاكراهات والمشاكل التي يواجهونها بشكل يومي في زيجاتهم بالموظفات.
وتناقلت مواقع إخبارية مغربية وعربية،موضوع الحملة،وجاء في موقع “شمال بريس” أن جانبا آخر من المتفاعلين مع الحملة،يرى،أن المرأة من حقها أن تشتغل وتستقبل بذاتها ماديا، وأن كل تلك المشاكل التي تمت الإشارة إليها في هذه المجموعة الفيسبوكية، تبقى واردة في الحياة الزوجية، حتى وإن كانت الزوجة عاطلة عن العمل، موضحة أن مشوار الحياة يتطلب كثيرا من التعاون والتضحية، خاصة في مثل هذه الظرفية الحساسة التي يمر منها العالم،حيث ارتفاع تكلفة المعيش اليومي وغلاء الأسعار، قبل أن يؤكدوا أن المشكل الأساسي يكمن في عقلية بعض الرجال والنساء وليس في شغل المرأة.
ودعت المحامية والناشطة النسائية،خديجة الروكاني،عن “تحالف ربيع الكرامة، النيابة العامة الى فتح تحقيق و متابعة كل مؤيدي هذا التوجه.
واعتبرت الروكاني أن “هذه حملة ضد الدستور و تمييز ضد المرأة” مضيفة أن “الدولة تقوم باستراتيجية في مجال التنمية والإزدهار بمشاركة النساء اللواتي أظهرن تفوقهن في شتى المجالات بدء من البكالوريا إلى وصولهن لمناصب كبيرة.
من جهته، قال الكاتب إبراهيم الطالب: ان “هذا السجال بين الرجال والنساء المغاربة ليس مجرد تعبير عن موقف لأفراد أو مجموعات مختلفة حول قضية ما،بل يعكس معاناة اجتماعية يعيشها الجميع، فإن لم تكن زوجتك موظفة فستكون ابنتك موظفة، أو الوظيفة حالة أختك أو أمك أو قريبتك،فالأمر يتجاوز سؤال.. هل أنت مع الزواج بالموظفة؟ أم ضده؟ فمن الحمق أخذ موقف حاسم من الزواج بالموظفة يتجاوز الشأن الفردي، ونعطيه طابع العموم، لأن لا الشرع ولا العقل والعادة لها موقف صارم في المسألة، وذلك لكون الأمر تعتريه حالات الحاجة والضرورة، كما أن رد الفعل الذي نتج عنه اتسم بالرعونة والحمق أيضا”.
متابعة: محمد المحسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى