جهات

الهوارية: انطلاق موسم صيد الساف…بأي وجه سيعود المهرجان؟

ككل شهر مارس من كل سنة، ينطلق موسم مسك طائر الساف بجبل الهوارية، هذا الطائر الجميل الذي اشرأبت له أعناق كل احباء الطيور في العالم ، وبعث له الأجداد والآباء بمعتمديات الهوارية وحمام الغزاز وقليبية مهرجانا سنويا يقام بمدينة الهوارية كتتويج لموسم تسطر خلاله قصة عشق لا تنتهي بين البيازرة و الساف على مر السنين…

هذا الكلام يجرنا إلى الحديث عن التحضيرات لاقامة دورة 2024 لمهرجان الساف الذي عرف النكسة تلو الأخرى في السنوات الاخيرة بسبب المشاكل العالقة بين جمعيتي مهرجان الساف وجمعية البيازرة لاختلافهم في الرؤى والأفكار وكل منهما يتوهم أنه مالك للحقيقة وكل منهما متمسك ومتمترس بقراراته وكانهم يمتلكون شهادة ملكية للجمعيتين او مضمون اسناد في أقصى الحالات…

وضع بائس

وهذا ليس بجديد لانه يتماشى مع الوضع البائس للجمعيات في البلاد في ظل عجز كبير للسلطة القائمة على إيجاد الحلول المناسبة و الجذرية لهكذا مشاكل ، لكن فاقد الشيء لا يعطيه، حيث اختارت السلطة الجهوية والمحلية أخف الاضرار هروبا من تحمل المسؤولية في ما بعد، والتجأت السلطة الجهوية منذ سنة 2017 الى إصدار قرارات بتعيين لجان مؤقتة تسهر على تسيير فعاليات المهرجان لفترة محددة في الزمن كمن يقوم بوضع مراهم على جرح غائر تعفن بمرور الزمن آملا في الشفاء لكن دون جدوى…

لا تحضيرات للمهرجان

واليوم على بعد أشهر قليلة من موعد إقامة فعاليات مهرجان الساف لم نسمع ولم نشاهد تحضيرات او جعجعة في مدينة الهوارية كما كان الامر قبل 2010, حيث يتحرك الساهرون على هذا المهرجان ويضيفون حركية ملحوظة في الجبل موقع الصيد او في نادي البيازرة او أمام المقاهي، لكن كل شيء تغير وتعكرت الاجواء من اخوية إلى اعداء ولا من حكيم تدخل وسطع الجميع بحقيقة الأمور لأن ‘سكرة’ الكرسي وثمالة المنصب طالت على المسؤولين في الجمعتين أكثر من اللازم وهذا الكلام لن يعجب الطرفين رغم وجود اكثر من صديق في الجمعيتين…

في الاتحاد قوة

لكن لا يهم أمشي في طريق الحق وحيدا ولا اكون زعيما في طريق الباطل، نصحتهم بكل لطف أن يتحدوا في جمعية واحدة ونبذ الخلافات الجانبية بينهم من أجل هذا المهرجان العريق الذي يضاهي مهرجان قرطاج في عراقته وميلاده، لكن ايادي الفوضى رفضت سير هذا المهرجان إلى الأمام بل فتحت له الطريق للسير إلى الخلف.
المطلوب هو العمل على لم الشمل ولو “اللي تفرت يصعب لمانو” لكن الأمل يبقى قائما ما دامت هناك نيات صادقة تريد الخير لمدينة الهوارية ومهرجانها العريق. فلننتظر..

عزوز عبد الهادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى