رياضة

النادي الصفاقسي: هل ندم المخلوفي على تولي رئاسة الهيئة المديرة؟

يمر النادي الرياضي الصفاقسي حاليّا بأزمة حادّة ألقت بظلالها على أجوائه وأدّت بالأحبّاء إلى التعبير عن غضبهم على الأطراف التي يعتبرونها مسؤولة عن الأوضاع غير المريحة التي أصبحت ترافق مسيرة النّادي في مختلف الفروع والأصناف.

وقد وصل الأمر ببعض الأنصار إلى توجيه اللّوم لرئيس الهيئة المديرة، عبد العزيز المخلوفي.

في الواقع، أصبح الرّجل عرضة للانتقادات اللّاذعة وحتّى للشّتم، رغم أنّ رئاسته للهيئة المديرة جاءت إثر الإجماع الحاصل حوله بأنّه رجل المرحلة وكسبه لثقة الأحبّاء.

ترشّح عبد العزيز المخلوفي لانتخابات الهيئة المديرة على رأس قائمته كان “مطلبا جماهيريّا” – الشّيء الذي شجّعه في نهاية المطاف على تلبية نداء الواجب، رغم تعبيره في أوقات سابقة عن عدم رغبته في تحمّل هذه المسؤولية الجسيمة وعدم استعداده لتولّي هذا المنصب اعتبارا لالتزاماته المهنية ولحاجة النادي إلى تغييرات جذرية حتّى يقدر على تجاوز “محنته” بسلام.

صدمة

لا شكّ أنّ رئيس الهيئة المديرة للنادي الرياضي الصفاقسي، عبد العزيز المخلوفي، مصدوم من الحملات التي تستهدفه من قبل بعض “الأحبّاء” على صفحات شبكات التّواصل الاجتماعي لأنّه يشعر أنّ مجهوداته وتضحياته المتواصلة منذ سنوات لم تشفع له وأنّه أصبح يتحمّل أعباء وضغوطات جديدة لم تكن في الحسبان عندما قبل تقديم ترشّحه لرئاسة “جمعية البلاد”.

صحيح أنّ المخلوفي رجل أعمال ناجح، لكنّ الرّجل ليس بإمكانه أن يقود النّادي لاستعادة إشعاعه المفقود والخروج من الأزمة المالية وأزمة النّتائج بمفرده، وبين عشيّة وضحاها، بعد تردّي أوضاع الجمعية على جميع المستويات، وبشكل خرج عن السّيطرة، بسبب الأخطاء التّسييرية والمشاكل الدّاخلية المتراكمة منذ مواسم.

ويحمّل جانب من الأحبّاء مسؤولية الفشل للرّئيس الحالي عبد العزيز المخلوفي بدرجة أولى بسبب عدم توفّقه في اختيار بعض أعضاء هيئته.

أزمة تسيير

الأمر الواضح والجليّ هو أنّ بعض أعضاء الهيئة المديرة المنتخبة ضمن قائمة عبد العزيز المخلوفي يوم 20 جانفي 2024 لم يقوموا بدورهم على أفضل وجه، بل إنّهم كانوا سببا في تردّي أوضاع النّادي وساهموا من جهتهم في تعميق الأزمة المالية وفي أزمة النّتائج بسبب قراراتهم العشوائية وقصر نظرهم، إضافة إلى عدم أو قلّة خبرتهم في مجال التّسيير الرياضي.

لا شكّ أنّ رئيس النّادي عبد العزيز المخلوفي واع تماما بهذا المشكل ويعتقد في قرارة نفسه أنّ “التّوافق” على مستوى تركيبة هيئته المديرة لم يؤد إلّا إلى تعميق جراح النّادي ومزيد تأزيم أوضاعه، بعد أن أثبتت التّجربة أنّ بعض “المسيّرين” جديرون بـ”صفر” وأنّهم سعوا إلى الاستفادة من انتمائهم للهيئة المديرة ومن مناصبهم دون تقديم الإضافة على مستوى التّسيير أو حتّى المساهمة في دعم خزينة الجمعية، سواء من خلال مساهمات مالية شخصية أو عبر جمع تبرّعات من أطراف قريبة منهم.

وحسب اعتقادنا، لا شكّ أنّ رئيس الهيئة المديرة للنّادي الرياضي الصفاقسي، عبد العزيز المخلوفي، يشعر أنّ بعض أعضاء هيئته الذين يتولّون خططا هامّة وحسّاسة داخل الهيئة خذلوه… وعوض المساهمة من موقعهم في تجاوز الأزمات، أصبحوا هم المشكل، وليسوا الحلّ!

ومثلما يقول المثل التّونسي، “جاء يعينو على قبر بوه، هربلو بالفاس”!

غربلة لأعضاء الهيئة

بعد أن بدأ القارب يغرق بمن فيه، وبعد نفاد صبر الأحبّاء، أصبح لا مفرّ لرئيس الهيئة المديرة لنادي عاصمة الجنوب من القيام بعملية غربلة لأعضاء هيئته حتّى يعرف، ومن خلاله النّادي الرياضي الصفاقسي، طريق النّجاح مستقبلا.

النّادي حاليّا في مفترق الطّرق، وبعد فقدان الأمل في تحقيق الأهداف المرسومة والمنشودة هذا الموسم بسبب الفشل التّسييري، أصبح المخلوفي أمام خيار واحد، وهو الانكباب منذ الآن على معالجة النّقائص على مستوى التّسيير التي أدّت إلى الانهيار حتّى يكون بالإمكان تعديل الأوتار وتجاوز مرحلة الشكّ والأزمات في أقرب الأوقات.

الخطوة التي وجب على عبد العزيز المخلوفي التّعجيل بالقيام بها لإصلاح ما فسد تتمثّل، حسب رأينا، في إجراء غربلة “دقيقة” لقائمة المسيّرين والمسؤولين الحاليّين، والاستنجاد ببعض الأسماء التي لها من الغيرة على “قلعة الأجداد” ومن الكفاءة والخبرة ما يساعد على الاستعداد للموسم المقبل كما ينبغي على جميع المستويات حتّى يستعيد النّادي بريقه وإشعاعه ويكون بإمكانه العودة بقوّة إلى المنافسات والظّهور بالوجه الذي يتماشى مع عراقته وتاريخه وإنجازاته، ويكون في مستوى آمال وتطلّعات قاعدته الشّعبية العريضة.

مهمّة صعبة لكن…

مهمّة رئيس الهيئة المديرة للنّادي الرياضي الصفاقسي، عبد العزيز المخلوفي، تبدو صعبة ومعقّدة في الظّروف الحالية… لكن اعتبارا لكفاءة الرّجل وغيرته على السّي آس آس وشعوره بالمسؤولية، وكذلك حرصه على النّجاح، نعتقد جازما أنّ بإمكانه رفع التّحدّيات وإخراج النّادي من عنق الزّجاجة، وقيادته بالتّالي إلى استعادة عافيته قريبا!

في الأخير، نشير إلى أنّ رئيس الهيئة المديرة للنّادي الرياضي الصفاقسي، عبد العزيز المخلوفي، قد يكون ندم على قبول هذه المسؤولية في الظّروف الحالية لأنّه وجد نفسه في وضعية لا يحسد عليها، رغم مجهوداته ورغم اجتهاده وتضحياته…

لكن رغم ذلك، لا مجال للشكّ في عزم الرّجل على مواصلة العمل بكلّ حماس، ومضاعفة الجهود والتّضحية بالغالي والنّفيس من أجل النّجاح في المهمّة التي أتى من أجلها لإنقاذ النّادي وإعادة الابتسامة إلى شفاه الأحبّاء الغيورين على هذا الصّرح الذي يعتبر أبرز وأهمّ مكسب للجهة!

محمّد كمّون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى