صالون الصريح

المنصف المزغني يكتب: نحن لا نقرأ إلا الفنجان ونحن نستمع الى ‘قارئة الفنجان’…

كتب: المنصف المزغني

آش جاب…وآش جاب…القراءة عن هذا الكاتب النرويجي الفائز بنوبل للآداب هذا العام 2023 .وحجم مؤلفاته ، وإنتاجه الغزير (لم أسمع به إلا قبل ساعة الإعلان عن فوزه)..

مجرد القراءة عنه هو شيء يدعو الى احباط الكاتب العربي اذا قارن حاله بهذا الكاتب الفائز من بلاد النرويج..
والإحباط يحصل في نفس القارئ، وينتج عنه احباط سليم، وعلى قواعد سليمة…
فالمسرح شغال لديهم، والكاتب ينتج،
والترجمة شغالة… والمجتمع يقرأ،
وأدب الطفل شغال لأن المطالعة صحية مثل بقية التلاقيح،
والقراءة منتشرة في مجتمعات تقرأ… تقرأ،
الكل يقرأ ، في كل زاوية ، العجوز تقرأ ، الشيخ يقرأ ، الام تقرأ ، الأب يقرأ ، الجدّ والجدّة يقرآن في البيت ، وفي الحديقة ، وفي المترو ، والحافلات ، وعلى شاطئ البحر الشبان يقرؤون..
والقارئ هناك قارئ..والناشر ناشر، والمكتبي مكتبي..
والكتب تطبع أول مرة في طبعة عادية غالية، ثم في طبعة شعبية زهيدة الثمن ،،، والكاتب يتحاسب على مبيعات كتبه بين فترة واخرى، بحسب إقبال القراء على كتابه..
والقارئ ء فعلا كريم ، وليس كما أوهمونا هنا ، بحكاية ( القارئ الكريم ، والقارئة الكريمة) ! القراء في اوروبا ، عموما ، يقرؤون ، وينتبهون الى ما يعنيهم في حياتهم، ويهتمون بصحتهم ، والكتاب ، يصدر في كل المواضيع،
حتى دكاكين ‘المكلبة’ (مكان بيع الكلاب) تجد الكتاب الذي يدلك على كتاب لا تقرؤه الكلاب ولكن لأصحاب الكلاب..
وفي أوروبا ، في العواصم ، كما في القرى ، يعرفون برامج أحزابهم التي صوتوا لها في البرلمان، ويقرؤون مذكرات السياسيين الذين هم في السلطة أو كانوا في السلطة…
والقارئ، باختصار، كريم…
وليس لئيما كما هو حال القارئ في أغلب شعب أمّة (إقرأ) العربية الاسلامية
، و بلا استثناء من الماء الى الماء…ينظرون فقط للسماء لعدّ النجوم…ويقرؤون اخبار النجوم، ويتطلعون الى رؤية الهلال مرة في العام، وهم صائمون و صائمون عن القراءة …
إن واجب العرب أن يقدموا انفسهم الى العالم بأنهم (أمّة إقرأ التي لا تقرأ)…
ويطلبون من العالم أن يقرأ لهم…
وما عليهم إلا ان يقرؤوا شيئا واحدا: هو فنجان القهوة، مع الاستماع الى ‘قارئة الفنجان’…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى